-
نهضة
ورفعة دولتان شرقيتان هما اليابان
وتركيا .
-
حادثة
دنشواى الفظيعة التى شنق فيها
فلاحين ابرياء جزاء لموت 3 جنود
انجليز من ضربة شمس عندما فروا
هاربين لتسببهم فى اشتعال النار
بأبراج الحمام الذى كانوا يحاولون
اصطياده ، مما زاد من هلعه وخوفه
على مصر .
-
ظهور
ورفعة شأن الزعيم الشاب "مصطفى
كامل باشا" – أحد مؤسسى الحزب
الوطنى- الذى نادى بالوطنية
والحرية والمساواة وجلاء
الانجليز من مصر لتستعيد كامل
استقلالها وحريتها ، مما أشتعلت
فى نفسه نار الحماس الوطنى ضد
الاحتلال وأعوانه ، وازداد شغفه
بالزعيم الشاب ( مصطفى كامل باشا )
وجهاده ونضاله المتواصل وهو فى
اوربا وحتى ابان مرضه هناك .
-
والى
جوار اجادته اللغة العربية عنى
بتعلم اللغات الاجنبية فاجاد
العديد منها كالتركية والفرنسية
والانجليزية والم بالايطالية
والالمانية مما ساعدته فى حياته
العملية لاحقا .
-
عمل
من صغره على تنمية قدراته فى
الكتابة والخطابة مما ساعده على
نشر اول مسرحية له وهو فى سن
التاسعةعشر ، وطوال دراسته كون وترأس جمعيات
الخطابة بالمدارس التى درس به .
-
كان
من رجال الحزب الوطنى القديم ، حيث
نشأ على أهداف الزعيم الوطنى (
مصطفى كامل باشا ) و زميله (محمد بك
فريد) و كان اصحابه وزملائه
المقربين فى مختلف أطوار حياته من
المتمسكين بمبادئ الحزب الوطنى ،
ولا يشغلهم سوى قضية بلادهم
وكيفية التوصل لتحريرها ، حقيقة
كانت نشأته فى سنوات كثر فيها
الرجال الوطنيون المشغولون
بقضايا بلادهم ورفعة شآنها .
-
بدأ
اهتمامه الكبير بوطنه عند وقوع
مأساة ( دنشواى)
وعكف اثناء دراسته بمدرسة
المعلمين العليا (كلية الآداب) على
دراسة هذه الموسوعة الوطنية وعزم
على تكريس حياته لخدمة وطنه ولم
يكن يدرى بما يخبئه له القدر .
-
سنة
1916 القيت قنبلة على موكب السلطان
حسين كامل فى اثناء مروره فى حى
رأس التين بالأسكندرية وقامت
السلطات بأعتقال بعض الشباب
المعروفين بوطنيتهم ولما وجدت
السلطات اسم حسين حسنى مدونا فى
اجندة شاب منهم (كان قد تعرف عليه
فى الصيف السابق ) قبض عليه هو
الآخر للتحقيق معه ، وحين استدعوه
مع المفرج عنهم الى وزارة
الداخلية لمقابلة كبير المفتشين
الانجليز يوم 25 يناير 1917 تعرف على
الشاب أحمد محمد حسـنين الذى كان
يعمل مفتشا بالداخلية وسكرتيرا
لكبير المفتشين الانجليز ، وعقب
الافراج عنه خدمه الحظ عندما طرق
باب وزير المعارف ( عدلى باشا يكن )
ووجد مدير مكتبه زميل دراسته
الشاب ( محمد شريف صبرى ) والذى
ساعده فى اعادة قيده بمدرسة
المعلمين العليا بالسنة النهائية
حيث كلل الله جهده واجتهاده واحتل
المركز الثانى فى قائمة الناجحين .
-
عقب
تخرجه عمل مدرسا بمدرسته القديمة
"مدرسة السعيدية الثانوية" ،
وبعد ثلاث سنوات أخرى وحصوله على
شهادة الدكتوراه عين مساعدا لمدير
التعليم لمدة سنتين ، وخلال هذه
المدة قدم لناظر الخاصة والاوقاف
الملكية "نجيب باشا" مشروعا
لترجمة ونقل الوثائق المهمة
الخاصة بمصر المعاصرة التى وجدها
فى دور المحفوظات بلندن وباريس
وفيينا لكى تكون متاحة للعلماء
والباحثين .
-
وبدأ
القدر يرسم الخط الذى سيوصله الى
القصر الملكى فيما بعد اذ بعد مرور
فترة طويلة على تقديمه اقتراحه
لنجيب باشا عاود الاتصال به فعرض
عليه النقل الى وزارة الخارجية
فوافق وبالفعل تم تعيينه فى
فبراير 1925 مأمور القنصلية الملكية
بأزمير فى تركيا ثم قنصلا بنابولى
فى ايطاليا ، وفى 1928 وعقب عودته من
عطلة الصيف كانت المفاجأة فى
انتظاره حيث وجد برقية دعته
للعودة الى القاهرة فورا ، وعند
عودته علم بأنه تم اختياره مندوبا
من الملك فؤاد الى امام اليمن وبعد
اتمام مهمته بنجاح وعودتة لمصر
واعجابا من الملك فؤاد وتقديرا له
لقيامه بمهمة اليمن على اكمل وجه
عين بالقصر الملكى بديوان كبير
الامناء .
-
لما
كان الملك فؤاد يتمنى نقل الوثائق
المحفوظة بالقلعة الى السراي
وترجمتها من التركية الى العربية
قدم اليه مقتراحاته فى هذا الشأن
،فنالت استحسان الملك وعهد اليه
بتنفيذها وهكذا نشات دار
المحفوظات .
-
عندما
دعى ملك ايطاليا عمانويل عهد اليه
بترتيب الزيارة وهنا اقترح على
الملك تحديث الديوان الملكى ولاقت
مقتراحاته القبول وعهد اليه
بتنفيذها فورا
.
-
لما
حان وقت ارسال ولى العهد "الامير
فاروق" الى انجلترا للدراسة
بأكاديمية ووليتش العسكرية "ساند
هيرست" وبدأ التفكير فى الحاشية
المصاحبة له تم اخنياره لمرافقة
الامير الشاب ، وأراد الله ان تكون
هذه الرحلة التى يفارق
الاميروالده فراقا أبديا .
-
وسافر
الامير مع حاشيته الى انجلترا
للدراسه بالكلية العسكرية ولكن
بعد وفاة الملك فؤاد قام الدكتور
حسنى بك بترتيب العودة على
الباخرة المصرية
"النيل" وكذلك عنى بتنظيم
مراسم الاستقبال المناسبة وكذا
اجراءات التتويج .
-
وعاد
( الملك فاروق ) الى مصر فى ابريل 1936
وهو التاريخ الذى اتخذ رسميا فيما
بعد لجلوسه على العرش .
-
بعد
العودة الى مصر عينه الملك
سكرتيره الخاص ومستشاره الشخصى .
-
بمرور
الوقت توثقت صلته وازدادت الالفة
بينه وبين حسنين (بك) فتبادلا
وجهات النظر فى مواضيع شتى .
-
عند
ازدياد تقارب حسين حسنى بك "
باشا فيما بعد" من الملك الشاب
ملأه الأمل بغرس المبادئ الوطنية
والدينية فيه وهى الفرصة التى
تمناها طويلا لخدمة الوطن عن طريق
مليكه الشاب المحبوب .
-
واستطاع
ان ينال موافقة الملك على العديد
من الاصلاحات والامور المهمة التى
نفذت لنهضة البلاد مثل :
-
صلاة
الجمعة بالمساجد التاريخية .
-
انشاء
متحف الحضارة المصرية .
-
اصلاح
وتحديث المتاحف الاخرى .
-
ارساء
قواعد الديمقراطية على اسس حديثة
بدأ بانشاء مجالس المديريات وعمل
دراسات مفصلة لاحتياجات البلاد ،
وسبل تنفيذ مثل هذه الاصلاحات :
-
الاهتمام
بالسودان وأموره .
-
افتتاح
وزيارة العديد من المصانع .
-
ارسال
البعثات التعليمية الى الخارج
لتكوين فريق قوى من الاساتذة
والعلماء للنهوض بالبلاد .
-
انشاء
وتطوير الصناعات الحربية وبالاخص
بالاستعانة بالخبراء الالمان
وتحديث القوات المسلحة .
-
تشجيع
الصناعات الوطنية وانشاء البنوك
الوطنية كبنك مصر وشركاته .
-
الاهتمام
بالتعليم وتكريم المتفوقين .
-
انشاء
وافتتاح المدارس النموذجية
الحديثة واستكمال كليات جامعة
فؤاد الاول وانشاء وافتتاح جامعة
فاروق الاول ، وجامعة محمد على (عين
شمس) وجامعة اسيوط .
-
انشاء
المستشفيات على احدث طراز مثل
مستشفى جامعة فؤاد الاول " قصر
العينى" ومستشفى المواساة
وغيرهما .
-
ارسال
البعوث الاسلامية للخارج لرفعة
الاسلام .
-
الاهتمام
بالزراعة والمزارعين .
-
النهوض
بالرعاية الصحيه .
-
انشاء
وتحديث الترع والقناطر واتمام
تعلية سد أسوان .
-
ترمبم
واعادة نشر المخطوطات والكتب
النادرة.
-
رعاية
وتشجيع النهوض بالفنون والرياضة
وتكريم المبدعون فيها .
-
فتح
ابواب القصر للشعب كل رمضان
لتناول الافطار (و مشاركتهم ذلك )
وتلاوة القرآن الكريم ........
الخ
-
واستمر
يعمل مع الملك كسكرتيره الخاص حتى
نهاية عهده عام 1952 ،
ولكن شتان ما بين البداية
والنهاية .
-
والسبب
فى تغير الملك هو تدخل العناصر
الفاسدة التى كان يهمها الاستحواذ
عليه وابعاده عن المخلصين له ،
وكثيرا مانبهه الى ما سيحدث اذا
استمر فى التصرفات التى تبعد عنه
اولا زوجته المحبة "الملكة
فريدة" ثم شعبه الذى يحبه .
-
ولكن
صدماته المتتالية اولا لفقده ثقته
فى والدته ورائده الاول ، ثم حادث 4
فبراير وضغط الانجليز عليه اما
بالتنازل عن العرش أو رئاسة
النحاس باشا للوزارة ولخوفه على
بلاده وحقنا للدماء اذا ثار الشعب
كلف النحاس باشا تشكيل الوزارة ،
ثم حرب فلسطين سنة 1948 وزواجه من
ناريمان وحريق القاهرة .
-
وقبيل
رحل الملك عانق سكرتيره الخاص
طويلا وطلب منه معاهدته على كتابة
كل ما يعرفه عنه وعن حكمه للتاريخ وللناس
، بسرد الحقيقة بكل ما فيها من
مساوئ ومحاسن ، وكان قدره أن يرحل
عن وطنه الذى احبه وآثر الا يعرض
مواطنيه للاصطدام .
-
وهكذا
رحل الملك وترك وصيته لسكرتيره
الخاص الذى أحبه و أخلص له ، والتى
عمل بها بنشره مذكراته ( سنوات مع
الملك فاروق ) التى سردت الاحداث
والوقائع التى جرت طوال خدمته
بالقصر الملكى ( اثنتين وعشرين سنة
) ، والزم نفسه
على وصف ما وقع تحت حسه من أحداث
رآها بعينيه أو سمعها يأذنيه وكان
فى هذا ورعا وأمينا وبذلك كان
شاهدا امينا فى محكمة التاريخ .
-
كان
رحمه الله يسعى لبذل الجهد
والمحاولة ليؤثر فى سياسات الملك
فاروق بما يراه منسجما مع آرائه
وتوجهاته الأصلية ، ويرى فيه عملا
وطنيا وخاصة العمل الاسلامى ووضع
الاعتبار بمكانة مصر الاسلامية
والاهتمام بالسودان وأحزابه ،
وزعاماته وطلبته ورفعة الدول
العربية .
-
وطوال
خدمته بالقصر الملكى استطاع ان
يحتفظ فى تصرفاته وسلوكياته
ونصائحة بالقدر الذى لايتعارض مع
مايتمسك به من مبادئ وقيم سياسية
ولو على حساب نفسه فى تجنب فرص
الظهور والتألق والاشتهار ، ولا
شك أنه من هنا جاء هذا الاحترام
والتوقير لرجل كان هو السكرتير
الخاص للملك فاروق وتعاملوا معه
بما لم يتعاملوا به قط مع غيره من
رجال القصر الملكى ، وجاء ذلك من
الثورة التى خلعت هذا الملك عن
عرشه ، والتى ابقته فى منصبه الى
ان طلب هو شخصيا قبول استقالته .
-
وقد
توفى الدكتور حسين حسنى باشا فى
1/12/1986 بعد حياة حافلة وتاريخ ملىء
بالاحداث ، رحم الله الفقيد رحمه
واسعة واسكنه فسيح جناته .