استراحة الملك فاروق بحلوان تتجمل في ثوب متحف

تضم كنوزا لتوت عنخ آمون ولوحات لأشهر فناني العالم

 

القاهرة: طه علي

افتتحت مؤخرا استراحة الملك فارق بحلوان التي تحولت إلي متحف تاريخي يضم جانبا من مقتنيات الأسرة العلوية في مصر. وقد حرص المسؤولون على أن يتزامن افتتاح المتحف للجمهور مع احتفال مصر بيوم المتاحف العالمي، بعد خضوعه طيلة ستة أشهر للتطوير، بتكلفة بلغت مليوني جنيه مصري (350 ألف دولار). عادت الاستراحة التي أطلق عليها «ركن فاروق» أو استراحة فاروق الملكية للحياة مجددا بافتتاحها رسميا، وسيصبح بمقدور الزائرين لمدينة حلوان مشاهدة مقتنيات تعود للأسرة العلوية لم يسبق مشاهدتها.

وكان الملك فاروق قد اشتراها كقطعة أرض فضاء، تصل مساحتها بعدما أضيف إليها من حدائق إلى 11 ألف متر مربع، شيدت الاستراحة الملكية على مساحة 440 مترا مربعا منها.

وبحسب عبد العزيز، فإن الاستراحة استغرق بناؤها عاما كاملا، وأحيطت بها حديقة خضراء بعد إنشائها ضمت نباتات نادرة، فيما حددت بسور من الحجر.

والاستراحة تقع عند نهاية كورنيش النيل في مدخل حلوان (جنوب القاهرة)، وظلت على حالتها بعد قيام ثورة يوليو (تموز)، حتى تم ضمها عام 1976 إلى قطاع المتاحف بالمجلس الأعلى للآثار، حيث خضعت لقانون الآثار الذي يجرم التعدي عليها.

حرص الملك فاروق على تزويد استراحته بكل ما هو ثمين، فضلا عن اختياره لبعض النماذج الأثرية الخاصة ليضمها إليها، أهمها كنوز للفرعون الشاب «توت عنخ آمون»، بالإضافة إلى مقتنيات فرعونية أخرى. كما ضم إليها المقتنيات الخاصة باستراحة الملك في الهرم التي كانت «مشونة» قبل ذلك بمتحف المنيل في القاهرة.

ويقول عبد العزيز: «الاستراحة أقيمت للملك فاروق في عام 1943، وبعد قيام ثورة يوليو، كان نصيبها الحماية والمحافظة عليها، باعتبارها من ثروات الشعب وممتلكاته، وأنها ينبغي أن تؤول إليه، إلى أن تم إدراجها على قائمة الآثار والمتاحف التاريخية».

وتم تحويل الاستراحة إلى متحف، يضم جانبا من المقتنيات الملكية من أثاث وتماثيل وتحف ولوحات ونماذج أثرية، فضلا عن حديقة كبيرة تضم أنواعا مختلفة النباتات النادرة، وتطل على كورنيش النيل مباشرة.

وعلى الرغم من حرص الملك فاروق على تأثيث الاستراحة وفق أحدث الطرز آنذاك، إلا أن آخر ملوك مصر لم يقم فيها طويلا، أو بالأحرى لم يأتها زائرا، سوى مرتين فقط، على الرغم من إعدادها بما يليق بالملوك والحكام.

شيد ركن فاروق، على الطراز الحديث من ثلاثة طوابق، الطابق الأرضي، وله بوابة كبيرة في خلفية القصر ويضم حجرات الخدم وملحقاتها. والزائر للمتحف يقابله في مدخله تمثالا من البرونز لامرأة بالحجم الطبيعي محلاة بحلى فرعونية تعزف على آلة الهارب بقاعدة من الرخام، بالإضافة إلى تمثال لأبي الهول من البرونز وساعة مكتب معدن مذهبة عبارة عن لوحة من البلور، عليها 12 فصا عتيقا والعقارب من الذهب وتزين لوحة البلور تماثيل لتماسيح فرعونية من الذهب.

ويعد الطابق الأول هو الطابق الرئيسي، ويضم سلما رخاميا يؤدي إلى الردهة الخارجية التي تؤدي إلى ردهة داخلية، ومنها قاعتان للطعام وقاعة أخرى للتدخين وشرفة تطل علي النيل.

ويضم الطابق لوحات رائعة لأشهر فناني العالم آنذاك، منها لوحة القاهرة القديمة لايكوهمان، وتمثالا الفلاحة والجرة من الأنتيمون للفنان كوديه، يرجع تاريخها إلى العام 1866 وعازفة الهارب ومجموعة تماثيل نادرة ولوحات برونزية.

ومن بين غرف القصر غرفة الملكة ناريمان، وتضم سريرها وقد اكتسى بمفرش باللون «الروز» ومرآة، وصورة لها والملك في حفل زفافهما الأسطوري آنذاك، بالإضافة إلى سرير صغير لولي العهد أحمد، الذي سبق أن زار الاستراحة، قبل عامين ونصف، وكما يقول موظفو المتحف، فقد بكى بشدة لتأثره على ماضي والده.

إلى جانب هذه المقتنيات، يوجد «راديو» مزود بجهاز للأسطوانات داخل صندوق من خشب الجوز التركي، عبارة عن شكل معبد تزينه بعض العواميد المخروطية بتيجان مزخرفة علي شكل زهرة اللوتس، وعليه اسم الملك باللغة الهيروغليفية.

وبداخل الاستراحة مجموعة من العرائس التي أهديت لملكتي مصر السابقتين فريدة وناريمان، وعددها 379 عروسة تنتمي إلى 33 دولة بأزيائها المختلفة وأشكالها المتميزة، كما يوجد كرسي العرش المذهب وكرسي ولى العهد وهما نسخة مقلدة بإتقان لكرسي عرش الملك «توت عنخ آمون» الأصلي الموجودة في المتحف المصري.

ومن أثمن ما يضمه المتحف في هذا الطابق، ساعة أهداها ملك إنجلترا السابق للخديوي إسماعيل، هذه الساعة أهدتها الملكة «أوچيني» إلى الخديوي إسماعيل بمناسبة افتتاح قناة السويس، إلى أن وصلت إلى الملك فاروق. أما الطابق الثاني بالاستراحة، فيصل الزائر إليه عن طريق سلم رخامي يؤدي إلى السطح والذي استغله الملك لسهراته الخاصة، حيث يعتبر الطابق بمثابة مساحة واسعة، أو ما يطلق عليه «روف».

وأخيرا.. تبقى الإشارة إلى أن مدينة حلوان الواقعة بها الاستراحة، كان يطلق عليها أيام الملكية مدينة الباشاوات، خاصة أن هذه التسمية لحلوان بدأت باكتشاف عدد من المقابر كانت تخص الأمراء وكبار الموظفين في عهد الفراعنة، إلى جانب مقابر بعض العامة من المواطنين، ويرجع تاريخها إلى الأسرة الأولى والثانية الفرعونية.

وكما هو معروف تاريخيا، فإنه في عهد ولاية «عبد العزيز بن مروان» على مصر، وتحديدا بعد خمس سنوات من توليه الحكم أي حوالي عام 690، نقل حكومته إلى حلوان وحاول أن يرغب القادرين على الانتقال إلى حلوان وبناء بيوتهم فيها ليثبتها كعاصمة لمصر.

وفي العهد العثماني، وجهت الدعاوى إلى العديد من الأمراء والباشاوات والبكوات وشخصيات أخرى من القاهرة لبناء قصورهم وفيلاتهم في حلوان. وتقع حلوان في شرق النيل في المنطق الواقعة أمام العاصمة «ممفيس» التي كانت تعد المرجع الثابت للفصل بين شمال مصر وجنوبها مما يكسبها أهمية خاصة.

 

صالون ذو شكل فرعونى فى استراحة الملك بحلوان

«راديو» مزود بجهاز للأسطوانات داخل صندوق من خشب الجوز التركي

الطابق الثانى بالاستراحة

يصل اليه الزائر عن طريق سلم رخامى يؤدى الى السطح والذى استغله الملك لسهراته الخاصة

غرفة نوم الملك بأستراحة حلوان

 

 

مع اضافة بعض الصور

 

 

 

الصفحة السابقة

 

Copyright 2008 © www.faroukmisr.net