المطبخ الملكى

للعلم بالشيء فإن المطبخ الملكي للملك فاروق كان يعمل به يومياً حوالي عشرين طباخ تحت قيادة الشيف ( عبد العزيز ) الطباخ الملكي الخاص بالملك ( فؤاد ) ، ويتم تخصيص مهمة واحدة لكل طباخ في المطبخ لا يتجاوزها حتى لا يختل النظام ، لدرجة أن راوي هذه الأخبار الشيف ( عطية مرسي ) كان صغير السن حينما التحق بالعمل في قصر عابدين وكان مسئولاً عن ترتيب كئوس الشراب فقط على الموائد ليس إلا .

يروي الحاج ( عطية ) أطال الله في عمره ذكرياته في القصر الملكي ويتحدث عن فاروق ، فيخبرنا أنه كان لطيفاً ليس بمتكبر ، وأنه كان يمازح خدمه ، فكانوا يوقدون النار على القدر المليء بالماء لوضع اللحمة فيه ، فيأتي ببعض الجنيهات الذهبية ويلقيها في القدر وهو يغلي ثم يضحك ويقول : اللي عاوز جنيه يمد إيده يطلعه .

أما أكثر الأطعمة التي ورد فيها الكثير من الأقاويل فهي ( شوربة الكونسميه ) وقد وردت أكثر من رواية عن كيفية صناعة هذه الشوربة بعضها خيالي وغير منطقي ، ويدخل في المهاترات .

فعلى سبيل المثال قيل أنه يؤتى بأكثر من 30 جوز حمام ويتم وضعهم في خلاط كبير ليتم فرمهم فيه تماماً و، يتم تصفية خلاصتهم وتنقيتها من الشوائب ليشربها الملك فاروق صافية كأحسن ما يكون .

وهناك من قال أن ( شوربة الكونسميه ) يتم طهيها من لحم 50 خروف ، وكل هذه مبالغات في الواقع كما يخبرنا الشيف ( عطية ) في روايته عن كيفية تحضير هذه الشوربة .

يقول الشيف ( عطية مرسي ) :

كنا نقوم بإعداد ( شوربة الكونسميه ) من لحم جاموسي كبير توضع في إناء كبير جداً يسع خمسين كيلو جراماً من اللحم وتسلق مع البصل والجزر والطماطم من الساعة السابعة صباحاً حتى الساعة العاشرة مساءاً .

وكلما نقص الماء يتم تزويدها تدريجياً إلى أن ينهري اللحم والخضروات تماماً ، فتصفى بالمصفاة ثم بالشاش ، وأي شوربه تُصنع للملك عموماً يجب أن تُصفى بالشاش ، وبعد ذلك يتم نزع الوش الدسم وتوضع في الثلاجة .

توضع في الثلاجة لتبرد من أجل أن يتم الحصول على الدهون المتجمعة على سطحها فيتم نزعها ثم تُصفى مرة أخرى بالشاش ، ويتم تصفيتها على أكثر من مرحلة ، فتكرر عملية التصفية حتى المرحلة النهائية ويتم تثليجها .

المفاجأة في الأمر أن هذه الشوربة تُقدم باردة وليست ساخنة ، ولونها ذهبي يشبه لون مشروب الشعير المشهور ( بريل ) وكانت من الأصناف المميزة جداً التي تُطهى خصيصاً له ، وفي الفنادق والسرايات الأخرى كانت تُطهى بطريقة مختلفة ، ولكن كان الملك يفضلها على كل حال .

إلى هنا وانتهى حديث الشيف العجوز الذي مازال يطبخ حتى الآن بارك الله في صحته وهو يصف لناس قصة أحاط بها الكثير من اللبس عن فاروق في طعامه وشرابه وللملوك في طعامهم وشرابهم شئون .

 

صور من داخل المطبخ الملكى بقصر عابدين

 

 

الصفحة السابقة

 

Copyright 2008 © www.faroukmisr.net