الملك فاروق وحكايته مع الطوابع

 

 

لكل طابع حدوتة تحكي عن زمان أو مكان أو إنسان ، وقيمته ليست في السعر المكتوب عليه سواء كان قرشا أو جنيهاً ، وبرغم أنه ورقة صغيرة « مشرشرة » نستخدمها في المراسلات فإنه عالم لا يعرف خباياه إلا من يهواه ، ومن هؤلاء ( حسن المرسي عبده ) ، أقدم رئيس للجمعية المصرية لهواة الطوابع ، والذي يحكي عن بداية الجمعية في مصر فيقول :

كانت البداية في أحد مقاهي وسط البلد عندما جلس مجموعة من الأصدقاء المصريين والأجانب تجمع بينهم هواية جمع الطوابع ، ولا ينتهي الحديث عنها وعن أملهم في أن يكون لهم مقر ، وبالفعل نجحوا في أن يجدوا مقرا لجمعيتهم في شارع عبدالخالق ثروت ، ومن هنا تأسست الجمعية المصرية لهواة الطوابع عام 1929 ، وتعتبر تلك الفترة هي الفترة الذهبية للطوابع في مصر ، فقد استطاعت الجمعية أن تجمع الآلاف من الطوابع من كل أنحاء العالم ، وأن تنظم أول معرض للطوابع في مصر عام 1946 ، وافتتحه الملك فاروق ولكن بعد قيام الثورة خفت دور الجمعية ولم تقم أي معارض للطوابع حتي عام 1991 ، برغم ذلك استطاعت الجمعية أن تقتني أشهر وأندر الطوابع التي ترتبط بحكايات عن تاريخ مصر ، فهناك طوابع لها قصة مع الخديو إسماعيل عندما أصدرت هيئة قناة السويس ( 4 ) طوابع تذكارية بمناسبة افتتاح قناة السويس فأثارت غضب الخديو الذي أمر بإلغائها لأن الهيئة الفرنسية المشرفة علي القناة لا يحق لها إصدار طوابع داخل الدولة المصرية .

وقد عرف عن الملك فاروق حبه الشديد الذي ورثه عن والده الملك فؤاد لهواية جمع الطوابع ، حتي أنه كان يرسل معونة سنوية قيمتها 10 آلاف جنيه للجمعية من أجل الحصول علي الطوابع النادرة ، كما أنه دخل في خصومة مع إبراهيم شافتر رئيس الجمعية في ذلك الوقت عندما وصل إلي مسامعه أن إبراهيم بك سافر إلي لندن واشتري طابعاً نادراً ، فأرسل إليه الملك يطلب شراء الطابع إلا أن شافتر رفض كل عروض الملك فكان جزاؤه الحرمان من الباشوية التي كان علي وشك الحصول عليها .

ويضيف حسن : بعد قيام الثورة كان أول شيء جمعه الملك فاروق هي الطوابع ، وقد سمحت له الثورة بذلك ولم تكف ست شنط لجمع كل الطوابع التي تقدر بملايين الجنيهات ، في حين ترك مجموعة صغيرة من الطوابع التي بيعت فيما بعد في المزادات ولم تتعد قيمتها 250 ألف جنيه ، ولا يزال تقييم سعر الطوابع سراً لا يعرفه إلا عشاق جمعها فهي كما يقول كنوز ورقية وهذا ما دعاه إلي بيع كل الطوابع التي جمعها طوال حياته خوفا من أن تباع من بعده بأقل من قيمتها التي لا يعرفها إلا هو . 

( ملحوظة وتعليق من الموقع ) :

 هناك من الوثائق ماينفى تلك المقولة ، حيث ان الملك فاروق قد طلب بالفعل اثناء خروجه من مصر بعد تنازله عن العرش مجموعة من المطالب كان احداها ان يأخذ معه مجموعته النادره من الطوابع ، الا ان هذا الطلب قد رفض وهذا للتوضيح .

ويأتي الملك فاروق ليتربع على عرش هواة جامعي الطوابع في العالم العربي ، فكان يحضر داخل المطابع ليري كيف تتم طباعة طابع البوسطة ، ويحكى أنه أمر بطباعة طابع لأبنته الاميرة فريال وتوزيع قيمته على الفقراء والأيتام ،  وكانت المناسبة عيد ميلادها .

 

 

 

الصفحة السابقة

 

Copyright 2008 © www.faroukmisr.net