-
وحدث
اللقاء الاول بين الملك
فاروق وناريمان صادق عند
تاجر المجوهرات وهو احمد
باشا نجيب الجواهرجى فى
شارع عبد الخالق ثروت (
الملكة فريدة سابقا ) ،
حيث كان الملك فاروق فى
زيارة لهذا المحل حيث انه
كان كثيرا مايتعامل معه ،
وكان احمد باشا نجيب
الجواهرجى معتاد فى حالة
حضور الملك الى المحل يقوم
بأغلاق باب المحل ويمنع
دخول الزبائن احتراما
للملك ، وعادة ماكان يقف
امام باب المحل حارسان ،
وتصادف فى ذلك الوقت ان
ذهب احد الحارسان لأحضار
بعض المشغولات الذهبية
الخاصة بالملك من الورشه ،
والاخر ذهب الى جروبى
لأحضار عصير الليمون ، اما
سكرتير المحل فقد ذهب هو
الاخر لأحضار بعض
الجنيهات الذهبيه التى
كان الملك قد طلبها ، فى
هذه اللحظه تحديدا كان
القدر يحدد مصير تلك
الفتاه الصغيرة التى هيأ
لها القدر تلك الصدفة
ليحدث اللقاء الاول بينها
وبين الملك فاروق والذى
تتوالى بعده الاحداث ، فقد
دخلت الفتاه الصغيرة
المحل ومعها خطيبها ، ولم
يمنعهما احد من الدخول ،
وعندما سمع صوتهما احمد
باشا نجيب طلب منهم التوقف
عن استمرار الدخول ، وفى
تلك الاثناء كان الملك قد
انتقل الى حجرة الخزائن
المحلقة بالمحل ، وبعد ذلك
سمح لهم احمد باشا نجيب
بالدخول ، فقالا له انهما
يريدان شراء حجر من الماس
وهو شبكة الخطوبة ، وجلست
الفتاه على كرسى فى مواجهة
حجرة الخزائن الخاصة
بالمحل والتى يفصلها عن
المحل ستارة ، فشاهدها
الملك ، واعجب بها ، واشار
الى احمد باشا نجيب وطلب
منه ان يعرفهما به ، لأنه
يرغب فى بيع حجر سولتير ،
ويعتقد انه سيعجبهما ،
وبعد ذلك اخذ احمد باشا
نجيب رقم تليفون ناريمان ،
ثم بعد ذلك اتصل القصر
بأسرتها ، وردت عليه اصيلة
هانم والدة ناريمان ،
واعطته رقم تليفون والدها
فى العمل .
-
وبالفعل
تم الاتصال بين الملك وبين
والد تلك الفتاه ، وخاصة
وان الملك قد ابدى
استعداده للموافقة على
الزواج من تلك الفتاه التى
كانت تنطبق عليها كل
الشروط التى سبق وان وضعها
الملك لعروس المستقبل ،
هذا وقد تم الاتصال بالفعل
بوالد ناريمان الذى اصيب
بحالة من القلق والخوف على
ابنته من ان تكون تلك
الزيجة نزوة من نزوات
الملك ، الا
انه فى النهاية صارح
خطيب ناريمان بما حدث ،
وحقيقة قدر زكى هاشم خطيب
ناريمان حجم الموقف
واستقبله بوعى كامل ، وتم
بالفعل فسخ الخطبة ، الا
ان والد ناريمان ظلت
المخاوف تطارده نحو هذه
الزيجة ، والتى كان يرى
انها ربما تواجه نفس
المصير الذى لاقته الزيجة
السابقة للملك فاروق
والملكة فريدة ، خاصة وانه
كان معروف المعاناه التى
كانت تعانى منها الملكة
فريدة بعد زواجها من الملك
فاروق ، لدرجه ان تلك
المخاوف قد جعلته يفكر فى
الهروب هو واسرته خارج مصر
الا ان البعض قد حذره من
هذا فتراجع عن تلك الفكرة .
-
وفجأة
يتوفى حسين فهمى صادق والد
ناريمان بالسكتة القلبية
، ويحضر الملك العزاء ومعه
كبار رجال الدولة .
-
كانت
ناريمان بالطبع سعيده
بتلك الزيجة ، كأى فتاه
ترتبط بملك مثل ملك مصر ،
فكانت تتخيل نفسها داخل
قصر عابدين وبجوارها ملك
مصر والسودان ، وهذا
بالطبع كان شرف كبير وعظيم
تتمناه ايه فتاه .
-
بعد
زيارة الملك فاروق الى
ناريمان فى منزلها بفترة
ليست بالقصيرة ، للدرجة
التى شعرت فيها ناريمان
بالقلق ، دق جرس التليفون
فى المنزل وكان المتحدث هو
الملك فاروق ، وقد قال لها
انها ستسافر الى اوروبا
بصحبة عمها مصطفى صادق
الذى كان قد تم استدعائه
الى قصر عابدين بناء على
تعليمات من الملك ، وتم
ترتيب السفر ، وبالفعل
سافرت ناريمان الى
ايطاليا للتدريب على
قواعد البروتوكول الملكى
، وبالفعل سافرت ناريمان
الى ايطاليا على اساس انها
ابنة عم زوجة على بك صادق
ويكون اسمها سعاد صادق .
-
اقامت
ناريمان فى روما فى
السفارة المصرية فى فيلا
سافويا ، وهى المنزل
السابق للعائلة المالكة
الايطالية التى كانت تعيش
فى هذه الفترة فى
الاسكندرية ، واقامت فى
غرفة النوم الخاصة بملكة
ايطاليا السابقة ، وتم
تكليف الكونتيسة ليلى
مارتلى وهى من اكثر سيدات
اوروبا ثقافة وخبرة
بمرافقة ناريمان لتعلمها
التاريخ والسلوكيات
العامة واتيكيت البلاط
الملكى ، بالاضافه الى
العديد من الامور التى
تحتاج اليها فتاه تستعد
لكى تكون ملكة .
-
وكان
من المقرر ان تستمر رحلة
ناريمان فى اوروبا عام
كامل الا ان الملك فاروق
انهى الرحلة بعد ستة اشهر
فقط لتعود بعدها ناريمان
الى مصر .