• عندما بلغ الامير فاروق سن الرابعة عشر قرر ( سير مايلز لامبسون ) طلبه على الملك فؤاد بضرورة سفر الامير فاروق الى بريطانيا ، بل واصر على ذلك بشدة رافضا ايه محاولة من الملك فؤاد لتأجيل سفره حتى يبلغ سن السادسة عشر ، الا ان الملك فؤاد لم يستطيع ان يرفض هذه المرة ، فتقرر سفر فاروق الى بريطانيا ولكن دون ان يلتحق بكلية ( ايتون ) ، بل تم الحاقة بكلية ( وولوتش العسكرية ) ، ولكن نظرا لكون فاروق لم يكن قد بلغ الثامنة عشر وهو احد شروط الالتحاق بتلك الكلية ، فقد تم الاتفاق على ان يكون تعليم الامير الشاب خارج الكلية على يد مدرسين من نفس الكلية .

  • هذا وقد رافق الامير فاروق خلال سفره بعثه مرافقة له تم تكوينها برئاسة (  احمد باشا حسنين ) ليكون رائدا له ، والذى سيكون له دورا كبيرا فى حياته بعد ذلك ، بالاضافة الى عزيز المصرى كنائبا لرائد الامير وكبيرا للمعلمين ، بالاضافة الى عمر فتحى حارسا للامير وكبير الياوران فيما بعد ، وكذلك الدكتور عباس الكفراوى كطبيب خاص ، وصالح هاشم استاذ اللغة العربية بالاضافة الى حسين حسنى باشا كسكرتير خاص .

  • وقد كان وجود احمد باشا حسنين كمرافق للامير فى رحلته عاملا مساعدا للامير على الانطلاق ، فقد شجعه على الذهاب الى المسارح والسينما ومصاحبة النساء ، وكذلك لعب القمار ، بينما كان عزيز المصرى دائم الاعتراض على كل تلك التصرفات ، وكان يحاول بكافة الطرق ان يجعل من فاروق رجلا عسكريا ناجحا ومؤهلا حتى يكون ملكا قادرا على ممارسة دوره القادم كملك لمصر ، وكان فاروق بالطبع بحكم ظروف نشأته القاسية والصارمة كان يميل الى احمد باشا حسنين ويرفض ويتمرد على تعليمات واوامر عزيز المصرى .

  • فى تلك الفترة واثناء وجود الامير فاروق فى بريطانيا للدراسة كان المرض قد اشتد على الملك فؤاد ، وقد اصبح على فراش الموت ، وقد بدأت القوى السياسية تستشعر حالة الملك المريض ، وبدأت تستعد لما بعد ذلك ، وبالطبع كانت بريطانيا من اكثر القوى السياسية قلقا على الوضع ، فأقترحت تشكيل مجلس وصاية مكون من ثلاثة اعضاء هم الامير محمد على توفيق وهو ابن عم الامير فاروق ، وقد كان ذو ميول انجليزية ، وكان يرى دائما انه احق بعرش مصر ، والثانى هو توفيق نسيم باشا رئيس الوزراء الاسبق وهو من رجال القصر ، والثالث هو الامام الاكبر الشيخ المراغى .

  • وعندما علم الامير فاروق بشدة مرض والده الملك فؤاد ورغبته فى ان يرى ابنه فطلب العودة الى مصر لرؤية والده ، ووافقت بريطانيا بعد تردد على عودة فاروق الى مصر فى زيارة ليعود بعدها لأستكمال دراستة ، الا انه وقبل ان يسافر فاروق الى مصر لرؤية والده ، كان والده الملك فؤاد الاول قد لقى ربه ، وذلك فى 28 ابريل سنة 1936 .

  • وبوفاة الملك فؤاد انطوت صفحة هامة فى تاريخ مصر الحديث ، لتبدأ بعدها صفحة جديده من صفحات تاريخ اسرة محمد على باشا مؤسس الاسرة العلوية .

الصفحة التالية

 

Copyright 2008 © www.faroukmisr.net