-
وكان
الملك فؤاد الأول يكبر
الملكة نازلي بـ 20 عاما ،
لهذا ربما كان شديد
الغيرة
عليها
يخفيها داخل جدران القصر
ويعين الجواسيس
لمراقبتها دائما ، بل
وخرجت شائعات
تفيد
أنه كان كثيرا ما يعذبها
، وعندما توفي الملك فؤاد
في إبريل من عام 1936 شعرت
نازلي
بالحرية للمرة الأولى
بعد أن عاشت طويلا داخل
جدران سجنها الملكي .
-
لعبت
الملكة نازلى دورا كبيرا
بعد وفاة الملك فؤاد فى
تولى الملك فاروق للعرش ،
حيث كان فاروق عند وفاة
والده لم يبلغ السن
القانونية التي تمكنه من
تسلم كامل لسلطاته
الشرعية ، حيث عينت لجنة
وصاية عليه كان يرأسها
أبرز الطامعين في الحكم
وقتها الأمير محمد علي
توفيق ، الأمر الذي دفع
بالملكة نازلي لاستصدار
فتوى من الإمام المراغي
بأنه يجوز للإنسان أن
يتصرف في أمواله عندما
يبلغ 15 عاما من عمره
ليتسلم فاروق حكم البلاد
وهو في عمر 17 ميلاديا و18
هجريا طبقا للدستور الذي
ينص على احتساب التقويم
بالهجري ، ويقال ان احمد
باشا حسنين لعب دورا فى
هذا ايضا .
-
وفي
عام 1935 تم اختيار أحمد
حسنين رائدا لولي العهد
الملك فاروق في بعثته
الدراسية إلى لندن ، وكان
عمر فاروق وقتها 15 عاما ،
وخلال الرحلة توطدت
العلاقة بين فاروق وأحمد
حسنين إلى درجة كبيرة ،
حيث يقال إن أحمد حسنين
هو أول من اصطحب الملك في
هذه السن الصغيرة للسهر
في ملاهي ونوادي لندن ،
ولم تمض سبعة أشهر حتى
مات الملك فؤاد وعادت
البعثة إلى مصر دون أن
يكمل فاروق تعليمه .
-
هذا
وقد تردد أن أحمد حسنين
عندما عاد مع الملك
الصغير نجح في أن ينسج
خيوط فتنته حول الملكة
نازلي وأن يجعلها تقع في
غرامه ، وكانت الملكة بعد
رحيل زوجها قد انطلقت في
الاستمتاع بمتع الحياة
ومباهجها بشكل كبير ، مما
أدى إلى التصادم بين
الملك فاروق وأمه أكثر من
مرة ، في حين ظهر أمامها
أحمد حسنين في تلك الفترة
بمظهر الجنتلمان الرقيق
الذي يجيد مخاطبة النساء
والفارس والمغامر أيضا
في نفس الوقت .
-
وارتبطت
الملكة نازلي بعلاقة
عاطفية مع أحمد حسنين
استمرت لما يقارب التسع
سنوات ، الى ان توفى فى
حادث سيارة .
-
وقد
حدث انه عندما تعرف أحمد
حسنين على المطربة
أسمهان وأعجب بها ، فأن
هذا قد دفع
بالملكة نازلي إلى
الاستشاطة غضبا وهي تسمع
أخبار لقاءات حسنين مع
أسمهان في فندق مينا هاوس
بجوار أهرامات الجيزة .
-
ولم
تصبر الملكة نازلي طويلا
على تلك العلاقة ، فقررت
وبدافع الغيرة الانتقام
فقررت ان تطرد اسمهان من
مصر ، وبالفعل
اتصلت بحسين سري باشا
رئيس الوزراء ووزير
الداخلية والذي تولى
عملية تنفيذ القرار ،
مبلغاً أسمهان بأن
إقامتها في مصر انتهت وأن
عليها أن تغادر خلال
أسبوع ، ليصيبها هذا
القرار الخطير بالجزع
والحزن الشديدين ولم تجد
من يقف بجانبها سوى
الصحفي الكبير صديقها
محمد التابعي الذي تمكن
بصداقته لكبار المسؤولين
أن يوقف تنفيذ هذا
القرار، وتجددت إقامتها
مرة أخرى في مصر ، بعد
ذلك بوقت قليل تزوجت
الملكة نازلي من أحمد
حسنين عرفيا بموافقة
الملك فاروق .
-
وظلت
الملكة نازلي هي زوجة
أحمد حسنين عرفيا حتى
تاريخ وفاته في 19 من
فبراير
1946، أثر اصطدام لوري
تابع للقوات البريطانية
بسيارته على كوبري قصر
النيل .
-
هذا
وقد تسببت الملكة نازلى
فى العديد من المواقف
التى كانت تسببا الما
نفسيا عميقا للملك فاروق
، اذ انه فى
سنة
1942 اشتد الخلاف بينها
وبين الملك فاروق بسبب
علاقتها بأحمد حسنين ،
فسافرت إلى
القدس
ونزلت
فى فندق الملك داود
،
وهناك انتشرت القصص عن
فضائحها مع رجال مختلفين من
العرب
والأجانب
، ويقول صلاح الشاهد الذى
كان قريبا من القصر ومطبخ
السياسة ( إن فاروق
استدعى
النحاس
باشا وقال له : إن والدتى
تحبك وتحب زينب هانم "
زوجة النحاس باشا "
وأرجو أن
تسافر
لإحضارها
.
-
وسافر
النحاس
وقرينته إلى القدس وأقاما
فى الفندق أسبوعا يحاول
إقناع
نازلى
بالعودة ، فاشترطت أن
تستقبل فى محطة مصر
استقبالا رسميا ، وأن يكون
الملك
نفسه
فى استقبالها على رصيف
المحطة ، ووعدها النحاس
بذلك ، وعاد النحاس وقرينته
إلى
القاهرة
وأبلغ الملك فأصر على ألا
يذهب إلى المحطة والاكتفاء
باستقبال الرسميين
وتشريفة
الحرس
الملكى لها .
-
لكنه
عاد
ووافق على مطالبها وذهب
لاستقبالها على رصيف
المحطة
،
بالاضافه
الى الفضائح التى كانت
تنشرها الصحف الأجنبية
عن نزوات الملكة الأم .
والتى كانت تصل
إلى
السياسيين والصحفيين فى
القاهرة ، وكانت من المعاول
التى أدت إلى تصدع
النظام
فيما
بعد .
-
وبدأت
الأنباء تتردد فى أوروبا
ووصلت إلى الشارع فى
القاهرة عن علاقة الملكة
الأم بعاشق جديد، ومن
جنيف وصل تقرير سرى إلى
فاروق فى 25 أكتوبر 1946
وفيه (سافرت الملكة نازلى
إلى جنوب فرنسا ، وقد
لوحظ أنها سلمت رياض غالى
كل أموالها
، وجعلته المتصرف
فيها) .
-
وينقل
حنفى المحلاوى فى كتابه
عن الملكة نازلى بعض
البرقيات والتقارير التى
وصلت إلى الملك ومازالت
محفوظة فى أرشيف قصر
عابدين ومنها مثلا :
-
(
نيس 3 نوفمبر 1946- شوهدت
الملكة نازلى مع رياض
غالى فى المعرض ، وكانت
تتحدث معه بغير كلفة ،
واشترت روائح عطرية
مختلفة ، وكانت تضع بعضها
على أنفه ليشم الرائحة ) ،
( باريس 17 نوفمبر 1946 وصلت
الملكة نازلى إلى هنا
وحجزت غرفة لرياض غالى فى
فندق (بلانتزا أتينيه)
بجوار جناحها
) ، ( باريس 20 نوفمبر 46-
كان رياض غالى يصطحب
الملكة نازلى فى ذهابها
إلى الخياطات لشراء
الفساتين الجديدة ) ، (
باريس 22 نوفمبر 46-
شوهدت الملكة نازلى فى
مسرح الكازينو دى بارى
ومعها رياض وكان يجلس
بينها وبين الأميرة
فتحية ، وبعد ذلك خرجوا
إلى مطعم فى الحى
اللاتينى وتناولوا
العشاء ) ، ( باريس 27
نوفمبر 1946- شوهد رياض
غالى فى البنك يودع فيه
مبلغا طائلا باسمه ، كما
شوهد فى نفس اليوم يقود
سيارة ومعه الملكة
والأميرتان ) ، ( جنيف 7
أبريل 1947 لوحظ أن الملكة
تتناول إفطارها فى
الفندق يوميا مع رياض
غالى وهو الحاكم بأمره فى
الحاشية الملكية ، ويبدى
أفراد الحاشية استياءهم
لنفوذه الذى يزداد
وسيطرته الكاملة على
الملكة ) ، ( جنيف 27 أبريل
1947، قالت الملكة نازلى
إنها إذا أرادت أن تختار
بين صداقتها لرياض غالى
وابنها فاروق فإنها
تختار صداقة رياض غالى ) ،
( لندن 7 مايو 1947، قالت
الملكة نازلى اليوم إنها
لا تريد العودة إلى مصر
لأن جلالة الملك ينظر إلى
رياض غالى نظرة شك ) ، (
لندن 8 مايو 1947 ، قالت
الملكة نازلى إنها
ستهاجر إلى أمريكا وأنه
معروض على رياض غالى
مناصب كبيرة فى شركات
مالية وصناعية فى أمريكا
وأنه يستطيع أن يكون
مليونيرا إذا أراد ،
ولكنه فضل أن يكون فى
خدمتها ) ، ( لندن 11 مايو
1947 يقول رجال البوليس
السرى الذين كلفتهم
السفارة بأن يتولوا
حراسة الملكة نازلى إن
رياض غالى هو المتصرف فى
شئونها
،
وإن الأميرتين قبل
سفرهما مع الملكة لم
تكونا لتستطيعا شراء أى
شىء إلا بإذنه وبموافقته
،
وعندما
كان يمرض رياض غالى كانت
الملكة هى التى تقوم
برعايته ) .
-
وفى
منتصف مايو 1947 هاجرت
الملكة نازلى إلى أمريكا
، واستقال رياض غالى من
عمله فى وزارة الخارجية
ليتفرغ للملكة وابنتها
فتحية وأقام معها فى فيلا
اشترتها نازلى فى بيفرلى
هيلز فى هوليوود أرقى
أحياء أمريكا ، وأجريت
لها ثلاث عمليات جراحية
إحداها لاستئصال الكلى
اليمنى .
-
وفى
حديث صحفى قال رياض غالى :
ذات يوم جمعتنى الظروف
بالأميرة فتحية وكنا
بمفردنا وحدث ما كنت
أخشاه ، فقد صارحتنى
بحبها لى ، فقلت : مستحيل
أنت أميرة وأنا لا شىء .
-
واستدعتنى
الملكة نازلى ذات يوم
وإذا بها تفاجئنى بقولها
اسمع يا رياض ، أنا أعرف
ما يدور وراء ظهرى بينك
وبين فتحية ، فقلت : لقد
فكرت فى هذا الموضوع
وقررت إشهار إسلامى ،
فقالت : على بركة الله ،
واستدعت ابنتها فتحية
واستقبلتها بقبلة
وهنأتها ، وأمام تعنت
الملك فاروق فيما أقدمنا
عليه قررنا أن نضعه أمام
الأمر الواقع بعدما
سمعنا بثورته وتهديده
لنا جميعا فحددنا موعدا
للزواج ، ولكن فاروق
ازداد هياجا وثورة ، بل
هددنى بأنه سوف يقتلنى
بنفسه إن رآنى
.
-
فى
أواخر أبريل 1950 طلب فاروق
من النحاس باشا أن يستخدم
نفوذه لدى الملكة نازلى
لمنع هذا الزواج بأى ثمن
، واتصل الناس بها ، وقال
لها : ( ثقى أن هذا الزواج
سيكون أول مسمار فى عرش
ابنك ، وأول مسمار فى
نعشه ) .
-
ووصلت
التهديدات إلى أسرة رياض
غالى ، ورفضت السفارة
المصرية فى واشنطن تجديد
جواز سفره ، وفى أوائل
مايو 1950 عقد الزواج
المدنى فى سان فرانسسكو
بين رياض غالى والاميرة
فتحية .