وزارة حسين سرى باشا ( الثانية )

21 يوليو 1941 - 4 فبراير 1942

  • الملك يفاجىء مجلس الوزراء  .

  • نقص حاد فى السلع التموينية  .

  • اعانة غلاء معيشة لصغار الموظفين  .

  • انقاذ اطفال اليونان  .

  • قطع العلاقات مع اليابان  .

فى مايو 1941 دعا الملك الاحزاب للالتقاء به حيث جرت الاحاديث عن الموقف الدولى وعن ضرورة الاسراع بتشكيل حكومة قومية قادرة على مواجهة الموقف اذا ماتطورت امور الحرب ، وبدأ حسين سرى باشا اتصالات واسعة فى محاولة لتشكيل هذه الوزارة ، الا ان اتصالاته لم تؤد الى نتيجة حيث اشترط حزب الوفد حل مجلس النواب واجراء انتخابات جديدة ... وبفشل التعاون مع الوفد سعى حسين سرى باشا الى التقارب مع السعديين وانتهت مساعيه الى تشكيل وزارة جديدة ضمت 5 وزراء مستقلين و 5 وزراء من حزب الاحرار و5 وزراء من السعديين .

وتشير محاضر اجتماعات مجلس الوزراء الى ان الملك فاجأ المجلس ذات مرة بحضوره مما كان له صدى كبير ، واثبت محضر اجتماع هذه الجلسة الكلمة التى القاها رئيس الوزراء للترحيب بقدوم الملك الذى شرف الوزارة بحضورة واضاف بهذه الزيارة تقليدا جديدا فى داخل البلاد واضفى على قلوب الوزراء عبطة تجل عن الوصف .

وبعد انتهاء الجلسة صحب الوزراء الملك الى السلم الخارجى للمجلس حيث اخذت لهم الصور التذكارية ، وبعد مغادرة الملك المجلس انتقلت هيئة الوزارة الى سراى عابدين حيث قيدوا اسماءهم جميعا فى دفتر التشريفات ، وقد وضع محضر اجتماع المجلس الذى شرفه الملك بحضورة فى غلاف خاص مميز عن باقى الاجتماعات بأعتباره حدثا تاريخيا هاما فى تاريخ المجلس .

وكانت معظم اجتماعات المجلس يغلب عليها طابع القرارات التى اتخذت لمواجهة تأثير الحرب فى الداخل .

وشهدت بداية عام 1941 ازمة حادة فى السلع التموينية ، وقد سادت حالة من الكساد والركود ادت الى نقص السلع وبالذات المواد الغذائية ، وقد شح الخبز الغذاء الاساسى للشعب ، واستعاض عنه الموسرون بالبطاطس والمكرونة وغيرها ، وصار الناس فى احياء القاهرة يهجمون على المخابز فى محاولة للحصول على الخبز ووصل الامر الى الدرجة التى كانوا يتخطفونه من حاملية فى الشوارع والطرقات .

وفى محاولة للحد من هذه الازمة التى اوشكت ان تصل الى حافة المجاعة بالنسبة على الاقل لحوالى 99% من ابناء الشعب الكادح ، قرر المجلس استيراد 75 الف طن قمح و 200 الف طن ذرة والاستيلاء على جميع الموجود من الاذرة الشامية لتوزيعها على المديريات التى تشتد فيها المجاعة ، وحظر التصرف او حيازة الحبوب او الدقيق الا عن طريق ادارات التموين .

ولضمان وصول هذه السلع للمستحقين فعلا وافق المجلس على اقتراح لوزير الاشغال بتوزيع حصص من القمح والدقيق والاذرة على المصالح التى بها تجمعات عمالية لبيعها للعاملين بأسعار مناسبة ، وكان منظرا مألوفا خروج العاملين من مقار عملهم حاملين شكائر الدقيق او القمح او الاذرة .

ووافق المجلس على اعتماد 500 الف جنية لتشجيع الزراع على الاقبال على زراعة القمح الشعير والفول ، وحددت نسبة زراعة القطن بحيث لاتزيد على 25% من الحيازة وتنظيم حملة اعلامية تشرح للمزارعين ان مستقبل زراعة القطن مظلم جدا وخير لهم التوسع فى زراعة الحبوب وان يرسل خطاب دورى للمديرين والمحافظين بتطبيق هذه السياسة .

كما وافق المجلس على اعتماد مليون جنية لمنح اعانة غلاء معيشة للعمال والمستخدمين وصغار الموظفين وارباب المعاشات .

وناقش المجلس ماعرضته حكومة بريطانيا على حكومة مصر بالمساهمة فى انقاذ الاطفال فى بلاد اليونان من خطر المجاعة هناك وذلك عن طريق السماح بأيواء عدد منهم ليعيشوا فى كنف مواطنيهم الاغنياء فى مصر الى ان تنتهى الحرب ، او التصريح لهم بالمرور فى الاراضى المصرية لينقلوا الى بلاد اخرى .. فوافق المجلس على التصريح لهم بالمرور بشرط الا يزيد عدد من يتواجد منهم فى مصر فى اى وقت على 3 الاف طفل .

وعرض رئيس الوزراء على المجلس تطورات الموقف الدولى بعد اعلان حالة الحرب بين اليابان من جهة والولايات المتحدة وبريطانيا من جهة اخرى ، وقرر قطع العلاقات السياسية مع اليابان واستدعاء السفير المصرى واعتقال من يرى ضرورة اعتقالهم من الرعايا اليابانيين بدواعى الحفاظ على الامن العام مع السماح لهم بمغادرة مصر ووضع الاموال والممتلكات اليابانية فى مصر تحت الحراسة .

اثار تشكيل وزارة حسين سرى الثانية غضب الوفد واخذ يشن حملة عنيفة على الوزارة وعلى الانجليز بأتهامهم بخرق معاهدة 1936 بالتدخل فى شئون البلاد ، وقد ساعدهم على ذلك النكسات التى واجهت بريطانيا عسكريا فى هذا الوقت بالاضافة الى اشتداد الغارات الجوية على المدن المصرية ، واصبحت ايام الوزارة معدودة بعد ان اضيف لهذه الاسباب سبب اخر تمثل فى هجوم القصر المستمر على الوزارة بعد ان اقنع خصومها الملك بأن رئيس الوزارة يوجه كل اخلاصه للمصالح البريطانية .

وانعكست كل هذه المتغيرات على وضع الوزارة فى البرلمان حيث شعر النواب أن خصومها اصبحت لهم اليد العليا فى مجريات الامور مما جعل باقى الاحزاب تخطط للاستفادة من الموقف متطلعة الى المنصب الكبير ( رئاسة الوزارة ) يضاف الى ذلك كله تعرض حسين سرى لأنتقادات مستمرة من كافة الاطراف بسبب فشلة فى حل المشكلات الاقتصادية الناتجة عن ظروف الحرب ووقوف البلاد على حافة المجاعة .

وتستمر الازمات والصراعات بين الوزارة والقصر من ناحية ... وبين الوزارة وباقى الاحزاب من ناحية اخرى ... وبين السفير الانجليزى والقصر ... من ناحية ثالثة .

وعلى الجانب الاخر كان تطور الاحداث الخارجية يعكس صداه على الداخل ، حيث نجحت قوات روميل فى احراز كبير على القوات الانجليزية فى الصحراء الغربية ، وما ان وصلت هذه الانباء الى القاهرة حتى خرجت مظاهرات كبيرة فى 2 فبراير 1942 لتردد اسوأ هتاف ضد انجلترا ، كانت الجماهير تردد ( يحيا روميل ) ، ( الى الامام ياروميل ) ، وكان صدى هذه الهتافات يتردد فى حى جاردن سيتى حيث مقر السفارة البريطانية .

وتشير المصادر ان القصر كان وراء هذه المظاهرات وهذه الالاف التى تخرج تردد هذه الهتافات العدائيه وبطريقة منظمة .

وامام سياسة بث المتاعب هذه ، رأى حسين سرى أنه اصبح غير قادر على مواجهة التيار وان الوزارة لم تعد تحظى بثقة الملك ، فقدم استقالتة فى 2 فبراير 1942 .

ومع كل هذه التطورات تحركت انجلترا وكان حادث 4 فبراير المشهور ، ثم كان العهد الوزارى الذى يمكن ان يطلق عليه ايضا عهد وزارات 4 فبراير .  

الوزارة السابقة

 

الوزارة التالية

حسين سرى باشا

 ( الاولى )

مصطفى النحاس باشا

( الخامسة )

الصفحة السابقة

الصفحة التالية

 

Copyright 2008 © www.faroukmisr.net