يمثل
عهد الملك فاروق اهمية خاصة بأعتباره
اخر عهود اسرة محمد على ، والذى بنهايته
تنتقل مصر الى مرحلة اخرى من تاريخها
الحديث ، وذلك بقيام ثورة 23 يوليو 1952
وبأعلان النظام الجمهورى فى 18 يونيه 1953
.. الامر الذى يستدعى منا قبل مواصلة
المسيرة – ان نلقبى بعضا من الضوء على
فاروق بأعتباره اخر الملوك الذين حكموا
مصر .
ولد
فاروق فى 11 فبراير 1920 وهو ابن الملك فؤاد
من زوجته الملكة نازلى ، ويوم مولده
اجتمع مجلس الوزراء وقرر اعلان النبأ
الى المديرين والمحافظين ليزفوا البشرى
الى الشعب .. ثم الى المندوب السامى
البريطانى ( اللورد اللنبى ) فى ذلك
الوقت – والى وزارة الخارجيه
البريطانية ، ولم يستطع السلطان احمد
فؤاد او مجلس الوزراء وقتها المناداه
بفاروق وليا للعهد انتظارا لصدور الامر
بذلك من لندن .
وانتهزت
الحكومة البريطانيه فرصة مولدة وارادت
ان تعلن عن مظهر من مظاهر الحماية ، تمثل
فى تدخلها فى تقرير وراثة العرش .. اذ لم
يكن قد تقرر هذا النظام من قبل ذلك .. فقد
وضعت هى هذا النظام وذلك من خلال خطاب
بعثت به الحكومة البريطانيه الى
السلطان فؤاد بأعترافها بالامير فاروق
كولى للعهد وعلى ان يتولى عرش مصر من
بعده نسله من الذكور على قاعدة الاكبر
فالاكبر من اولاده وهكذا .. وقد ارسل
فؤاد برقية شكر الى الملك جورج الخامس
ملك انجلترا على تكرم حكومته بأصدار هذا
الامر .
وتشاء
الاقدار ان يكون فاروق اول واخر ملك فى
اسرة محمد على يطبق عليه هذا النظام .
وفى
28 ابريل 1936 توفى الملك فؤاد .. وفى نفس
اليوم نودى بفاروق ملكا على مصر .. وكان
يدرس بأنجلترا .. فلما بلغه النبأ اسرع
بالعودة الى مصر وكان عمره 17 سنة .. وكانت
وزارة على ماهر تتولى الحكم .. ولما اتم
عامه الثامن عشر تولى سلطاته الدستوريه
فى 29 يوليو 1937 .
ومع
تولى فاروق ملك مصر .. ولمدة 15 سنة كاملة
بعد ذلك .. وحتى قيام الثورة ..فأن عهدا
جديدا قد بدأ فى البلاد .. فظروف التدخل
البريطانى كدولة حليفة تحكمها معاهدة
صداقة واضحة المعالم قد تغيرت ، كما ان
مصر بعد دخولها عصبة الامم فى اعقاب
المعاهدة قد امتلكت مقومات الدولة التى
طالما حرمها منها الوجود البريطانى .
وكان
التدخل السافر فى مسألة داخلية مثل
اسقاط الوزارة او تأليفها يمكن ان يثير
عاصفة من الانتقادات داخل مصر وخارجها
واتهام بريطانيا بالتدخل فى شئون مصر
الداخلية وانتهاك المعاهدة ، الامر
الذى لم يستمر طويلا كما سنرى عند
مواصلة المسيرة .
ومع
تقلص حجم التدخل البريطانى فى بداية عهد
فاروق ، تصور الطرفان الاخران والذان
كان لهما التأثير على تشكيل الوزارات
وهما ( القصر والحركات الوطنيه ) ان هذا
التقلص قد تم لحسابه .. وقد بدأ هذا
الصراع اشد مايكون على فترات طويلة خلال
هذه الفترة .
تأتى
بعد ذلك شخصية الملك فاروق – على الاقل
فى بداية توليه الحكم .. فمما لاشك فيه ان
قطاعات عريضة من الشعب المصرى قد
استبشرت خيرا بتوليه عرش مصر .. وزاد من
شعبيته وقتها الخطه الناجحه التى
استخدمها رجال القصر فى اوائل عهده وذلك
بأبرازه لصورة الملك الصالح الذى كان
على استعداد ان يناضل من اجل حرية
واستقلال شعبه .. ولكن تاريخ فاروق وتطور
الاحداث وتصرفاته خاصة – فى اواخر عهده
ادت الى تيار السخط عليه .. وتحول فى هذا
التيار فى معظم الاحيان الى حوادث دامية
.. ففاروق كان يسير فى حكمه وفى حياته
الشخصية بعد ذلك – الى الهاوية – الى
النهايه المحتومة .. كان يدفع الشعب
والجيش ضده الى الثوره دفعا .. وبدا
وكأنه يتعجلها فى اواخر عهده الى ان
قامت الثورة فعلا فى 23 يوليو 1952 لتطيح به
وبعرشه الى الابد .. ولتنتقل مصر من عهد
الى عهد .
بعد
هذه الوقفه السريعة .. مابين موت الملك
فؤاد وتولى الملك فاروق عرش مصر .. نعود
لمتابعة المسيرة .. ولعل احداث هذا العهد
اقرب ماتكون الى ملايين المواطنين من
ابناء شعبنات الذين تعدوا مرحلة الشباب
منهم ومازالت احداثها عالقة الى حد ما
فى اذهانهم .. وذاكرة العديد منهم .
ولما
كانت الوزارات التى تولت الحكم طوال عهد
فاروق وزارات حزبية ( 23 وزارة ) فكان لابد
معه ان تشير الى الخلفيات السياسية
لتشكيلاتها او اقالتها او استقالتها ..
والقاء الضوء على القوى التى كان لها
تأثير فى اتخاذ او فرض القرار ،
والمناورات التى تدور سواء فى العلانيه
او من وراء ستار .. ورغم وجود معاهدة
صداقة بين مصر وبريطانيا وقعت سنة 1936
تمنع تدخل بريطانيا فى الشئون الداخلية
للبلاد .. فأن احداث المسيرة على امتداد
هذا العهد اكدت غير ذلك تماما .
الوزارات
التى شكلت فى عهد الملك فاروق الأول
(
29 يوليو 1937 – يوليو 1952 )
23
وزارة
-
وزارة
مصطفى النحاس باشا
الرابعة
( اول اغسطس – 30 ديسمبر 1937 )
-
وزارة
محمد محمود باشا
الثانية
( 30 ديسمبر 1937 – 27 ابريل 1938 )
-
وزارة
محمد محمود باشا
الثالثة
( 27 ابريل -
24 يونيه 1938 )
-
وزارة
محمد محمود باشا الرابعة ( 24 يونيه
1938 – 18 اغسطس 1939 )
-
وزارة
على
ماهر باشا
الثانية
( 18 اغسطس 1939 – 27 يونيه 1940 )
-
وزارة
حسن صبرى باشا
الاولى
( 27 يونيه – 14 نوفمبر 1940 )
-
وزارة
حسين سرى باشا
الاولى
( 15 نوفمبر 1940 – 31 يوليو 1941 )
-
وزارة
حسين سرى باشا الثانية ( 31 يوليو 1941
– 4 فبراير 1942 )
-
وزارة
مصطفى
النحاس
باشا
الخامسة
( 4 فبراير – 26 مايو 1942 )
-
وزارة
مصطفى النحاس باشا السادسة ( 26
مايو 1942 – 8 اكتوبر 1944 )
-
وزارة
احمد ماهر باشا
الاولى
( 8 اكتوبر 1944 – 15 يناير 1945 )
-
وزارة
محمود فهمى النقراشى باشا الاولى
( 24 فبراير 1945 – 15 فبراير 1946 )
-
وزارة
اسماعيل صدقى باشا
الثالثة
( 16 فبراير – 9 ديسمبر 1946 )
-
وزارة
محمود فهمى النقراشى باشا الثانية
( 9 ديسمبر 1946 – 28 ديسمبر 1948 )
-
وزارة
ابراهيم
عبد الهادى باشا
الاولى
( 28 ديسمبر 1948 – 25 يوليو 1949 )
-
وزارة
حسين سرى باشا
الثالثة
( 25 يوليو – 3 نوفمبر 1949 )
-
وزارة
حسين سرى باشا الرابعة ( 3 نوفمبر
1949 – 12 يناير 1950 )
-
وزارة
مصطفى النحاس باشا
السابعة
( 12 يناير 1950 – 27 يناير 1952 )
4
وزارات المده من 27 يناير – 24 يوليو
1952
-
وزارة
على ماهر باشا
الثالثة
( 27 يناير – اول مارس 1952 )
-
وزارة
احمد نجيب الهلالى
باشا
الاولى ( اول مارس – 2 يوليو 1952 )
-
وزارة
حسين سرى
باشا
الخامسة
( 2 – 22 يوليو 1952 )
-
وزارة
احمد نجيب الهلالى
باشا
الثانية ( 22 – 24 يوليو 1952 )
الوزارة
الاخيرة فى العهد الملكى وهى
الوزارة رقم 70
منذ
انشاء اول مجلس للنظار برئاسة نوبار
باشا فى عهد الخديوى اسماعيل
|