|
مكرم
عبيد باشا - 1889
- 1961
|
اشهر
خطيب فى التاريخ السياسى
المصرى الحديث
مولده
وتعليمه :
ولد
مكرم فى الخامس و العشرين
من شهر أكتوبر عام 1889
بمحافظة قنا ، لعائلة من
أشهر العائلات القبطية
وأثراها ، درس القانون في
اكسفورد ، و حصل على ما
يعادل الدكتوراه فى عام 1912 .
مكرم
عبيد
باشا
هو
وزير
مالية
مصر
الأسبق
وأحد
مفكري
الأقباط
في
حقبة
الخمسينات
،
وهو
صاحب
المقولة
الشهير
ب
نحن
مسلمون
وطناً
ونصاري
ديناً
،
اللهم
اجعلنا
نحن
المسلمين
لك
،
وللوطن
انصارا
،
اللهم
اجعلنا
نحن
نصاري
لك
،
وللوطن
مسلمين
.
وهو
الرجل
الوحيد
الذي
شيع
جنازة
الشيخ
الشهيد
حسن
البنا
بجانب
والده
بعد
أن
منع
البوليس
السياسي
آنذاك
الرجال
من
المشاركة
في
الجنازة
.
وكان
مكرم
عبيد
باشا
وفديا
ومقربا
من
سعد
زغلول
باشا
وعندما
توفي
سعد
أصبح
مكرم
عبيد
باشا
سكرتيرا
لحزب
الوفد
.
الوظائف
:
فى
عام 1913 عمل مكرم سكرتيرا
للوقائع المصرية ، و اختير
سكرتيرا خاصا لكل مستشار
انجليزى طوال مدة الحرب
العالمية الاولى ، و لكن
بسبب كتابته رسالة فى
معارضة المستشار الانجليزى
"برونيات" شارحا فيها
مطالب الامة المصرية و
حقوقها ازاء الانجليز ،
استغنوا عنه .
فعين
استاذا فى كلية الحقوق و ظل
بها عامين كاملين ، وفى عام
1919 انضم الى حزب الوفد وعمل
فى مجال الترجمة و الدعاية
فى الخارج ضد الحكم و
الاحتلال الانجليزى وكان
له دعاية نشطة في انجلترا
وفرنسا والمانيا حتى إن
الجريدة الناطقة بلسان حزب
الوفد أطلقت عليه لقب "الخطيب
المفوه" ، ولما نفى سعد
زغلول ثار مكرم عبيد و قام
بالقاء الخطب و المقالات
مما تسبب فى القبض عليه
ونفيه ، وفي عام 1928 عندما
شكل النحاس وزارته
عين مكرم وزيرا للمواصلات
، وفي عام 1935 أصبح سكرتير
عام الوفد فكان من ابرز
أعضاء الحزب والجبهة
الوطنية شعبية وحظوة لدى
الشعب ، وبعد معاهدة 1936 عين
مكرم عبيد وزيرا للمالية
ومنح لقب الباشوية ، وشارك
فى الوزارات الثلاثة التى
تشكلت برئاسة كل من أحمد
ماهر والنقراشى فى عام 1946.
و
عمل بالمحاماه ، وكان
محاميا ناجحا ، فمنذ ان قيد
نفسه فى سجل المحامين نذر
وقته كله للدفاع عن المقبوض
عليهم فى تهم سياسية فكان
ينتقل من محكمة الى اخرى و
يعود آخر النهار إلى بيت
الأمة فيظل فيه إلى ساعة
متأخرة من الليل ، ولازالت
أصداء مرافعاته معروفة في
تاريخ المحاماة في مصر حيث
كان يعتمد في دفاعه على
التحليل المنطقى لدوافع
الجريمة ويتصور نفسه فى
موضع الاتهام ، و يجدر
بالاشارة انه اختير نقيبا
للمحامين ثلاث مرات وكان هو
الذي قام بالدفاع عن عباس
العقاد حين اتهم بالسب في
الذات الملكية .
انشقاق
الوفد و نشأة الكتلة
الوفدية عام 1942
و
لاختلافه مع مصطفى النحاس و
اغلب الاعضاء من الذين
فصلوا من حزب الوفد الف
الكتلة الوفدية ، و رأسها ،
واصدر لها جريدة خاصة .
الكتاب
الاسود :
|
مكرم
عبيد باشا ومصطفى النحاس باشا
|
بدأ
مكرم عبيد يجمع وقائع ما
سمى فيما بعد بالكتاب
الأسود ، فكونه وزيراً
للمالية فى وزارة الوفد
العائدة بعد 4 فبراير إلى
الحكم قد رأى كثيراً من
التصرفات ، وأخذ فى رصدها
وفى جمع الوثائق ، و عليه
طبع مكرم عبيد الكتاب
الأسود، بمعاونة من القصر،
ورفع عريضة بأحوال البلد
إلى مقام حضرة صاحب الجلالة
الملك وكانت هذه العريضة هى
الكتاب الأسود .
و
يروى فيه ما حدث فى حزب
الوفد ، ما يعتبره الفضائح
والمصائب ، وكل ما جرى ، و
من ثم تقدم بالعريضة الكتاب
على شكل إستجواب أمام مجلس
النواب ، ووقف يعرض وقائع
إستجوابه ، ولكن جاء الكتاب
الأسود ، وجاءت الردود عليه
، أمراً فادحا .
وانتهى
الإستجواب بعد ثلاثة أيام ،
و تقدم حسن ياسين بإقتراح
لإسقاط عضوية مكرم باشا من
مجلس النواب لأن هذا الرجل
الذى كان سكرتيراً للوفد
وصديقاً لمصطفى النحاس
وابنا لسعد زغلول لم يعد
جديراً بشرف النيابة ، فجرى
تصويت على الفور وفى نفس
الجلسة ، رغم أن فكرى أباظة
كان قد طلب إحالة الموضوع
للجنة الشئون الداخلية فى
المجلس ، رفض طلبه ، وفصل
مكرم عبيد من عضوية مجلس
النواب .
أغلق
باب المناقشة فى الإستجواب
، وطرد مكرم ، فقد عضوية
المجلس ، و بعد عدة أسابيع ،
فإذا بالحاكم العسكرى
العام ، وهو رئيس الوزراء ،
مصطفى النحاس باشا ، يصدر
أمراً عسكرياً بإعتقال
مكرم عبيد باشا ، و بالفعل
تم إُعتقاله بمقتضى قانون
الطوارئ ووضع فى السجن .
غير
ان الكتاب الأسود هو
الوثيقة التى هزت اركان
الفساد و مهدت الطريق لحركة
التطهير الشاملة التى
اطاحت بالأحزاب السياسية
ووضعت الأسس و أرست القواعد
لبناء عهد جديد فى مصر .
مفكر
ليبرالى و علمانى
و
يعتبر مكرم عبيد هو صاحب
فكرة النقابات العمالية و
تكوينها ، و الواضع الأول
لكادر العمال فى مصر ،
وتوفير التأمين الاجتماعى
لهم ، و واضع نظام التسليف
العقارى الوطنى ، كما انه
صاحب الأخذ بنظام الضريبة
التصاعدية للدخل .
و
من كل هذا نخلص بان مكرم
عبيد كان شخصية عامة و
متميزة يتعامل بوصفه
المصري دون غيره ، و
لعل أبرز مثال على هذا
شعبيته من قبل الجميع و
اقواله المأثورة كقوله :
"إن مصر ليس وطنا نعيش
فيه بل وطنا يعيش فينا" .
و " اللهم يا رب المسلمين
والنصارى اجعلنا نحن
المسلمين لك وللوطن انصارا
، واجعلنا نحن نصارى لك ،
وللوطن مسلمين" .
وتوفى
فى 5 يونيه 1961 .
|