فاروق
والدستور البلجيكى
تيارات
- راشد الغائب
تتواصل
النقاشات الساخنة حول المسلسل الرائع
»الملك فاروق«، وهو
أمر يعكس قوة هذا المسلسل،
وتألق طاقمه، وهو ما شجّع
الممثل المصري المعروف يحيى
الفخراني وزوجته »مؤلفة
مسلسل الملك فاروق« للإعداد
لمسلسل حول محمد علي باشا الجد
الأكبر للملك فاروق وحاكم مصر الأسبق،
للإعداد لتصويره لشهر رمضان المقبل.
وبرغم سلبيات العهد الملكي المصري
إلا أنها عاشت الليبرالية السياسية
في تلك الحقبة. ومن أطرف
ما قيل ما ذكرته شابة باستطلاع للرأي
نشرته صحيفة مصرية مؤخرا حول
المسلسل، إذ قالت: »الملكية
الدستورية أفضل لنا من الجمهورية
الوراثية!«. وأتفق مع هذا الرأي
»اللاذع«. ونسخت مملكة مصر
دستورها من بلجيكا وهي إحدى أبرز
الممالك الدستورية ودستورها كان يعتبر
من »أطول الدساتير عمرا« بعد
أمريكا
|
|
إذ
صدر الدستور البلجيكي الأول في
عام ٣١٨١. وما
يجمع بلجيكا ومصر »سابقا«
والبحرين أنها دول تتبع النظام الملكي
الدستوري الوراثي.
ومناسبة الحديث حول بلجيكا هي زيارة
ولي عهد هذه المملكة الدستورية
الأمير فيليب الذي استقبله سمو ولي
العهد أمس. وشجّعتني زيارة
الأمير فيليب للمنامة للاطلاع على الدستور
البلجيكي وما يتضمنه من نصوص
رائعة تعكس بنوده ما أرسته هذه المملكة
الدستورية من تقاليد للعمل الديمقراطي
الدستوري القائم. ومن
أبرز هذه البنود الرائعة: ان لمجلس
النواب الكلمة الحسم في إقرار
القوانين في حال اختلافه مع مجلس
الشيوخ »منتخب بشكل غير
مباشر«، ولا يعاقب
الكاتب البلجيكي، وسن الانتخاب ٨١
سنة أما الترشح لمجلس النواب فهو ١٢
عاما »وليس ٠٣ كما
لدينا!«، ويصل الأمر لحظر
أيّ من أفراد الأسرة الملكية
البلجيكية تولي المناصب الوزارية في
مقابل احتفاظ بعضهم بمقاعد بمجلس
الشيوخ، والنص على إلغاء عقوبة
الإعدام، والحق في التجمهر
دون الحاجة لإذن مسبق، ولا يتقاضى
أعضاء مجلس الشيوخ رواتب، ويُعيّن
الملك الحكومة الاتحادية ولكنها تستقيل إذا
لم تحز على الثقة البرلمانية. والكثير
من البنود الأخرى. وتحمل بلجيكا
شعار »الوحدة تصنع القوة« وهو
شعار جميل وبليغ في معناه.
من المهم الاطلاع على التجربة الملكية
المصرية الغنية بالكثير من العبر، ومن
الضروري الاستفادة من الملكية
الدستورية المتبعة في بلجيكا.
البحرين دولة تنمو للديمقراطية ومن
مسؤولياتنا العمل لدعمها لاستكمال بناء
المملكة الدستورية .
|