-
بدأ
تنظيم النقود المصرية
الحديثة منذ عهد محمد على
باشا ، فعلى الرغم مما بلغه
محمد على باشا من قوة ونفوذ فى
حكم مصر ، ونجاحه فى تأسيس
دولة مترامية الأطراف تمتد من
حدود الأناضول شمالا إلى جنوب
السودان جنوبا ،
ومن نجد شرقا إلى برقة غربا ،
فإنه لم يقم بضرب العملة
باسمه ، وتداولت فى عهده
النقود العثمانية التى حملت
اسم مصر كمكان للضرب .
-
لما
تولى محمد على باشا الحكم
أصدر فرمانا خاصا فى سنة 1220 هـ/
1806 حدد فيه النقود المتداولة
فى مصر المعترف بها قانونا ،
وهى : المحبوب ونصف المحبوب
والعملات الفضية والنحاسية
المساعدة ، وعلى الرغم من هذا
فإن حالة الفوضى النقدية التى
شهدتها مصر قبل محمد على باشا
ظلت قائمة فى عهده ، على حد
قول الجبرتى فى أحداث 26 ذى
الحجة سنة 1220 هـ/ 1806 .
-
وفى
عام 1808 أصدر محمد على باشا
مرسوما بتحديد سعر صرف
العملات ، ورغم ذلك استمرت
الأحوال النقدية مضطربة حتى
عام 1831 عندما أصدر محمد على
باشا دكريتو يقضى بإصدار عملة
مصرية تقوم على نظام المعدنين
وبموجبه تسك نقود من الذهب
والفضة ولكل منهما قوة إبراء
غير محدودة .
-
بمعنى
أن للمدين أن يسدد دينه مهما
كانت قيمته بمسكوكات أو عملات
من المعدنين وتقرر أن يكون
لوزن الذهب قيمة تعادل 15.52 مثل
ما له من الفضة ، وكانت وحدة
النقود المصرية قطعة ذهبية
قيمتها 20 قرشا سميت بالريال
الذهبى، وقطعة من الفضة ذات
عشرين قرشا وسميت بالريال
الفضى .
-
واحتكر
محمد على باشا سك العملة ، غير
أن هذا الإصلاح فشل ، ما أدى
بمحمد على باشا إلى إنشاء بنك
فى الإسكندرية تكون مهمته
تحديد القيمة الحقيقية
للعملات المتداولة فى مصر .
-
ومع
أن نفس الدكريتو لم يذكر شيئا
عن الجنيه المصرى فإنه قد تم
سكه أيضا وبدأ التعامل به عام
1836 ومعه عرفت مصر عددا من
القطع النقدية من فئات مختلفة
ويرجع
سبب تسمية الجنيه المصرى .
-
إلى
أن المائة قرش المصرية كانت
تساوى الجنيه الإنجليزى
القديم ، الذى بدأ ضربه عام 1663
، وسمى بالجنيه نسبة إلى بلاد
جينيا أو غينيا GUINEA
أحد بلدان الساحل الشرقى
الأفريقى التى كانت مصدرا من
أهم مصادر الذهب للجنيهات
الذهبية الإنجليزية .
-
على
الرغم من احتلال الانجليز مصر
عام 1882 ، وانتهاء السيادة
العثمانية على مصر بصورة
فعلية ، فإن النقود العثمانية
التى حملت اسم مصر كمكان
للضرب ظلت متداولة فى مصر
خلال عصر الخديو محمد توفيق ،
وقد سكت تلك النقود فى دور
الضرب الأوروبية فى برلين .
-
البنكنوت
المصرى والبنك الأهلى المصرى
:
-
فى
عام 1885 ، صدر ديكرتو قسم
الجنيه إلى مائة قرش على أن
يكون الجنيه ونصف الجنيه من
الذهب والعشرون قرشا والعشرة
والخمسة من الفضة ، على أن
يتخذ الجنيه المصرى وحدة
للنقود بوزن 8.5 جم من الذهب .
-
غير
أن أهم حدث نقدى فى عصر الخديو
عباس حلمى الثانى ، ما حدث فى
عام 1898 عندما منح الخديو عباس
حلمى الثانى حق امتياز إلى
رفائيل سوارس بإنشاء البنك
الأهلى المصرى ، معطيا إياه
الحق فى إصدار أوراق مالية ،
يتم قبولها لدفع الأموال
الأميرية ، مع أحقية صرف هذه
الأوراق بالذهب عند الطلب .
-
كانت
تلك الأوراق المالية بمثابة
سندات تحمل تعهدا من محافظ
البنك بأن يدفع لحامل السند
مبلغا مقدر بالذهب عند طلبه
ذلك ، كان تداول تلك الأوراق
المالية فى البداية بطيئا
لعدم تعود الجمهور التعامل
بها .
-
وقد
أصدر البنك الأهلى أوراقا
نقدية بقيمة الخمسين قرش
والجنيه الواحد والخمس
جنيهات والعشرة جنيهات
والمائة جنيه فى الفترة من 1
يناير إلى 15 من يناير عام 1899 ،
ثم ما لبث أن أصدر ورقة نقدية
فئة الخمسين جنيها فى 21 من
مارس 1904 .
-
وصل
حجم المتداول من أوراق
البنكنوت نحو 125 ألف جنيه
بحلول عام 1900 ، ارتفع إلى نحو
2.600.000 جنيه بحلول عام 1907 ، وقد
تم الاعتماد على مصمم أجنبى
فى تصميم أوراق البنكنوت التى
كانت تطبع خارج مصر .