-
وقبل
غروب شمس ذلك اليوم حاصر مبنى
قسم االبوليس الصغير مبنى
المحافظة في الأسماعيلية ، سبعة
آلاف جندي بريطاني مزودين
بالأسلحة ، تدعمهم دباباتهم
السنتوريون الثقيلة ، وعرباتهم
المصفحة ومدافع الميدان ، بينما
كان عدد الجنود المصريين
المحاصرين لا يزيد على ثمانمائة
في الثكنات وثمانين في المحافظة
، لا يحملون غير البنادق .
-
وبرغم
ذلك الجحيم ظل ابطال
الشرطة
صامدين في مواقعهم يقاومون
ببنادقهم العتيقة
من
طراز (لي انفيلد) اقوي
المدافع واحدث الاسلحة
البريطانية
حتي نفدت ذخيرتهم وسقط منهم في
المعركة
50
شهيدا و 80 جريحا , بينما
سقط من الضباط
البريطانيين13
قتيلا و12 جريحا واسر
البريطانيون
من
بقي منهم علي قيد الحياة من
الضباط والجنود وعلي
رأسهم
قائدهم اللواء احمد رائف ولم
يفرج عنهم الا في
فبراير
1952 .
-
كما
أمر البريطانيون بتدمير بعض
القرى حول الاسماعيلية كان
يعتقد أنها مركز إختفاء
الفدائيين المصريين المكافحين
ضد قواته فقتل عدد آخر من
المدنيين أو جرحوا أثناء عمليات
تفتيش القوات البريطانية للقرى
المسالمة ، وانتشرت أخبار
الحادث في مصر كلها ، واستقبل
المصريون تلك الأنباء بالغضب
والسخط ، وخرجت المظاهرات
العارمة في القاهرة ، واشترك
جنود الشرطة مع طلاب الجامعة في
مظاهراتهم في صباح السبت 26 من
يناير 1952 .
-
ولم
يستطع الجنرال اكسهام
ان
يخفي اعجابه بشجاعة المصريين
فقال للمقدم شريف
العبد
ضابط الاتصال :
-
لقد
قاتل رجال
الشرطه
المصريون بشرف واستسلموا بشرف
ولذا فان من واجبنا احترامهم
جميعا ضباطا وجنودا .
-
وقام
جنود
فصيلة بريطانية بامر من الجنرال
اكسهام بأداء
التحية
العسكرية لطابور رجال الشرطة
المصريين عند
خروجهم
من دار المحافظة ومرورهم امامهم
تكريما لهم
وتقديرا
لشجاعتهم .
-
وانطلقت
المظاهرات تشق شوارع القاهرة
التي امتلأت بالجماهير الغاضبة
، حتى غصت الشوارع بالجماهير
الذين راحوا ينادون بحمل السلاح
ومحاربة الإنجليز ، وكانت معركة
الأسماعيلية ، الشرارة الاولى
لثورة تشتعل
وتغير مجرى التاريخ .
-
وبعد
ذلك اصبح يوم 25 يناير من كل عام
هو عيد الشرطة احتفالا وتخليدا
لذكرى تلك الواقعة .