متاحف قصر عابدين تحكى تاريخ حقبة مهمة من تاريخ مصر الملكية

تزخر متاحف قصر عابدين بكنوز ومقتنيات نادرة الوجود لاسرة محمد علي باشا في عصور حكمها المختلفة والتي تحكي تاريخ حقبة مهمة من تاريخ مصر الملكية والتي انتهت في العام 1952 .

وترجع فكرة انشاء هذه المتاحف الى ابناء واحفاد الخديوي اسماعيل الذين حكموا مصر من بعده ، حيث قام الملك فؤاد الاول ابن الخديوي بتخصيص عدد من قاعات قصر عابدين ( قصر الحكم انذاك ) لانشاء متاحف تتضمن مقتنيات الاسرة من اسلحة وذخائر واوسمة ونياشين ووثائق .

واستكمل الملك فاروق الاول مسيرة والده ليضيف لهذه المتاحف العديد من المقتنيات الخاصة به لاسيما الاسلحة بأنواعها ، بيد ان ثورة 1952 نقلت مسؤولية هذه المتاحف الى ادارة المتاحف بالقلعة ثم أعيدت بعد ذلك ادارتها الى رئاسة الجمهورية في عهد الرئيس الراحل أنور السادات الذي أعطى امرا رئاسيا بتجديد قصر عابدين وترميمه لاسيما المتاحف الخاصة به .

أما الرئيس محمد حسني مبارك فقد أولى اهتماما بالغا لهذا القصر باصداره امرا باعادة ترميمه بصورة معمارية وفنية جميلة لتشمل هذه المتاحف اعمال تطوير وتحديث لها ليتم عرض محتوياتها وتنسيقها بأحدث انماط وسبل العرض لتفتح ابوابها للجمهور في اكتوبر 1998 .

وتمتاز متاحف قصر عابدين بتنوع مضامينها ومحتوياتها حيث تنقسم الى عدد من المتاحف المتخصصة منها متحف النياشين والاوسمة ، ومتحف الاسلحة ، ومتحف الفضيات ، ومتحف السلام واخرها متحف الوثائق التاريخية .

واكد احمد فتحي الذي يعمل مرشدا سياحيا ان متاحف قصر عابدين تحكي تاريخ حقبة مهمة من تاريخ الاسرة الملكية في مصر ، كما تحمل في طياتها لمحات تاريخية ثرية وغنية عن مسيرة الحكم الملكي .

وقال فتحي في مقابلة مع وكالة الانباء الكويتية ( كونا ) ان لهذه المتاحف قيمة كبيرة ليس فقط لاحتوائها على مقتنيات وتحف وكنوز نادرة ، بل لوجود هذه المتاحف داخل قصر عابدين ذاته اخر قصور حكم اسرة محمد علي باشا .

واضاف ان متاحف عابدين تعتبر من اهم المتاحف المتخصصة في مصر كونها اول وسيلة توثيقية عن تاريخ الاسرة الملكية منذ عهد محمد علي باشا في العام 1805 وحتى نهاية حكم الملك فاروق في العام 1952 ، ولتضمنها وثائق نادرة لعهود الحكم انذاك يمكن لزوار هذه المتاحف الاطلاع عليها .

واوضح ان متاحف قصر عابدين امست معلما ومقصدا سياحيا بارزا من قبل السياح العرب والاجانب ، حيث تتوافد عليها اعداد كبيرة سنويا ليتسنى لها الاستمتاع بمحتوياتها واخد صور فوتوغرافية لبعض مقتنياتها واصفا تلك المتاحف بانها ( ارث تاريخي حقيقي ) وتتضمن متاحف قصر عابدين متحفا للنياشين والاوسمة ، يتكون من قسمين الاول منها يحتوي على مقتنيات اسرة محمد علي باشا من تحف متنوعة ونادرة كقلادة الملك فؤاد وقلادة الشريف حسين بن علي ، اما القسم الاخر فيضم مجموعة رائعة من الاوسمة والنياشين والميداليات صنعت في مختلف بقاع العالم وتعود لعصور سابقة .

ويضم ( عابدين ) كذلك متحفا للاسلحة وينقسم الى ثلاثة اقسام هي قسم الاسلحة البيضاء والاسلحة النارية ، وساحة للمدافع  يتضمن الاول منها مجموعة نادرة من الاسلحة البيضاء كالفؤوس ودبابيس القتال ومطارق وسيوف وخناجز صنعتها ايادي صناع مهرة من بلاد العالم الاسلامي واوروبا من عصور مختلفة .

ويعد قسم الاسلحة النارية من اكبر اقسام المتحف على الاطلاق حيث يحوي عروضا لتلك الاسلحة بحسب تسلسلها التاريخي ، والتي ترجع صناعة بعضها الى القرنين ال17 وال18 ، وتتمثل في البنادق والغدارات المملوكية والعثمانية والايرانية في حين ان البعض الاخر ترجع صناعته الى القرن ال19 ومن مختلف دول العالم .

اما ساحة المدافع فهي عبارة عن ساحة عرض مكشوفة معروض بها مدافع صنع بعضها في مصر في عهد محمد علي باشا .

وتحوي متاحف عابدين ايضا متحفا خاصا بالفضيات يتضمن أدوات وأواني من الفضة والكريستال والبلور الملون والصيني ، خاصة بالعائلة المالكة خلال عهود حكمها المختلفة .

غير ان متحف الوثائق التاريخية والذي افتتح في العام 2004 لينضم لسلسلة متاحف قصر عابدين اقبالا كبيرا من قبل الزائرين والدارسين في هذا المجال لشموله على مجموعة من الوثائق النادرة من الفرمانات والوثائق التي تحكي تطور أحداث مصر السياسية والاقتصادية والاجتماعية خلال فترة الحكم الملكي .

في حين دشنت متاحف قصر عابدين متحف السلام في عهد الرئيس محمد حسني مبارك يتضمن جملة من الهدايا والمقتنيات الخاصة به والتي اهديت له من قبل ملوك ورؤساء الدول وكبار ضيوف الدولة في مناسبات عديدة من اسلحة ودروع تذكارية وغيرها اضافة الى مقتنيات حرم الرئيس .

وكان قصر عابدين مقرا للحكم للاسرة الملكية في مصر من العام 1872 حتى عام 1952 ، وترجع تسميته لاحد القادة العسكرين في عهد محمد علي باشا اسمه ( عابدين بك ) حين كان يتملك قصرا صغيرا في مكان القصر الحالي فاشتراه الخديوي اسماعيل من ارملته وهدمه وضم اليه اراضي شاسعة ليبدأ في تشييده عام 1836 .

 

 

 

وكالة الانباء الكويتية

 

15/11/2010

 

 

الصفحة السابقة

 

Copyright 2008 © www.faroukmisr.net