القاهرة : الشرق الاوسط

 

عن دار الشروق بالقاهرة صدرت طبعة جديدة من مذكرات الدكتور حسين حسنى السكرتير الخاص للملك فاروق منذ عام 1930 حتى عزلة واخراجه من مصر بعد قيام ثورة يوليو 1952

وقد نفذت الطبعة السابقة من الكتاب خلال عرض مسلسل الملك فاروق فى رمضان الماضى .

 ويستعرض المؤلف فى مذكراته التى صدرت بعنوان سنوات مع الملك فاروق - شهادة للحقيقة والتاريخ ،  وعلى مدى اثنين وعشرون عاما ، ماجرى فى القصر الملكى ، وعلاقتة بالملك فاروق ، وهو مايجعل تلك المذكرات تنطوى على الكثير من اسرار تلك الفترة ، كما ينصف الكثير من رجال ذلك العهد ( اذ لم يكونوا جميعا خونة ومرتشين وعملاء ، بل كان هناك وطنيون وشرفاء ) ، وعلى الرغم من كونهم كانوا قلة ولم يتح لهم التأثير الفعال الا وانهم كما يشير الكتاب كانوا موجودين وحافظوا عن وطنيتهم ونقائهم حتى النهاية .

 

 

سنوات مع الملك فاروق

د / حسين حسنى

علي كثرة الكتب والمذكرات التي صدرت عن الملك فاروق في غمرة إزدهار مبدأ‏(‏ إعادة قراءة التاريخ‏)‏ الذي يتبناه المؤرخ الكبير د‏.‏ يونان لبيب رزق‏,‏ وهو مبدأ إيجابي نقف في صفه ونؤيده‏,‏ إذ إنه يتيح معه قراءة موضوعية ذات نظرة شاملة ورحبة للتاريخ‏..‏ بعيدة عن التحيزات والرقابات التي كانت تفرضها مرحلة بعينها كتبت خلالها وقائع ورصدت أحداث وفرضت رؤي أحادية لا تقبل الجدل ولا ترضي بالنقاش‏..‏ علي خلفية هذا المبدأ إذن يأتي كتاب‏(‏ سنوات مع الملك فاروق والذي كتبه الدكتور حسين حسني السكرتير الخاص للملك فاروق‏، وأهمية الكتاب تعود في الحقيقة لعاملين أساسيين اولهما‏:‏ كون الكاتب هو د‏.‏ حسين حسني الذي عمل في البلاط الملكى لمدة اثنين وعشرين عاما كاملة ‏ ,‏ عاصر خلالها عهد الملك فؤاد‏(‏ عمل مع كبير الامناء منذ عام 1930 وحتى عام 1937 ) ، ثم شغل منصب السكرتير الخاص للملك فاروق منذ عام 1937 الى ان تنازل الملك عن العرش عام 1952 ، اى انه عاصر عهد الملك فاروق بأكمله .

وقد اتاحت له هذه السنوات الطويلة التي قضاها في البلاط الملكي والي جوار الملك فاروق علي وجه الخصوص التعرف علي ادق التفاصيل والاسرار لوقائع واحداث عاصرها بنفسه وشاهدها بعينيه ومن ثم تكتسب شهادته اهمية وخصوصية فريدة‏..‏ يقول الدكتور حسني في مقدمة الكتاب‏:‏ إني لم اعمد في مذكراتي الي سرد التاريخ التام لعهد الملك فاروق‏,‏ بل قصرت كلامي علي ما شاهدته بنفسي‏,‏ او اشتركت في التفكير فيه‏,‏ أو وضع خطته او الشروع في تنفيذه‏,‏ لأنه ليس لي من غاية من وراء نشر هذه المذكرات سوي أداء واجب الإدلاء بشهادتي أمام محكمة التاريخ‏ .

العامل الثاني الذي برأيي يكسب هذا الكتاب أهمية يعود الي شخصية الكاتب نفسه المعروفة بالنزاهة والوطنية والاستقامة‏,‏ والتي ربما ــ لهذه الأسباب تحديدا ـ لم تستطع ان تضفي تأثيرا ملموسا علي قرارات الملك المحاط بشخصيات عديدة فاسدة‏,‏ لتكشف شهادته لناـ كما يقول طارق البشري في مقدمة الكتاب ـ أن القصر الملكي في ذلك العهد‏,‏ لم يكن كل رجاله من امثال احمد حسنين‏,‏ ولا من امثال كريم ثابت‏,‏ وعدلي اندراوس‏,‏ ولا امثال الشماشرجية وانطوان بوللي ‏,‏ ولكن كان فيه رجال وطنيون وشرفاء وعلماء ، كانوا قله ولم يتح لهم التأثير الفعال ولكن كانوا موجودين وحافظوا على نقائهم حتى النهايه .

يقع الكتاب فى ثلاثة وعشرين فصلا ( 380 صفحة ) ، ويغطى كل الظروف والملابسات التى عايشها الكاتب خلال تلك السنوات الطويلة التى قضاها فى ارجاء البلاط الملكى .

فهو يروى لنا قصته منذ بداية البداية ، منذ اللحظات الأولى لألتحاقه بخدمة القصر فى عهد الملك فؤاد عام 1930 ، ثم ينتقل بنا الى بدايات اتصاله ( بالملك الشاب ) ورحلة اوروبا التى وثقت الصلة بينهما ، ثم يعرض بعد ذلك لسنوات بداية تولى الملك فاروق ، وينتقل بنا بعد ذلك الى مرحلة تسلم على ماهر لرئاسه الديوان الملكى ، وهناك فصول عن وزارة على ماهر ووزاره حسين سرى الأولى ووزارة النحاس ، وفصول ارى تتحدث عن سياسات الملك ومحاولاته للتقرب من الشعب ، واخرى تحكى عن اهتماماته العلميه والوطنية ، وهناك كذلك فصل عن الشئون العربية التى شغلت الملك ، واخر عن الغاء معاهدة 1936 ، ثم يأتى فصلا النهايه تحت عنوان بداية النهايه ، ونهايه عهد وبداية عهد جديد .

والمكسب الحقيقى الذى استشعره هنا ، هو ذلك الانفتاح الذى حدث مع كثرة صدور كتب تعيد قراءة التاريخ من جديد ، ولايعنى ذلك بالتجديد اننا نقف فى صف عهد الملكية ، وندين عهد الثورة لكنه يعنى اولا وأخيرا ان نتمكن من قراءة تاريخنا بوعى وموضوعية وبقدر من الأمانة والصدر الرحب .

 

 

الصفحة السابقة

 

Copyright 2008 © www.faroukmisr.net