قام
الملك عبد العزيز ال سعود
سنة 1946 بزيارة مصر ، وقد
كانت تلك الزيارة ردا على
زيارة الملك فاروق الى
المملكة العربية السعودية
سنة 1945 ، وهى الزيارة التى
اعادت العلاقات بين
البلدين بعد ان كان يشوبها
بعض التوتر .
وقد
حضر الملك عبد العزيز ال
سعود على اليخت الملكى
المحروسة الذى كان قد اقلع
من السويس فى يوم 2 يناير
سنة 1946 متجها الى جدة
لأحضار الملك عبد العزيز
ال سعود .
وقد
استقبل الملك عبد العزيز
استقبالا جماهيريا حافلا
عند وصوله الى السويس ،
وعند وصول الملك عبد
العزيز الى القاهره استقل
مع الملك فاروق عربة ملكية
مكشوفة الى قصر عابدين
مرورا بشوارع وميادين
القاهرة ، وقد رحبت به
الجماهير فى القاهرة
ترحيبا كبيرا كان مثار
انتباه المراقبون
والمراسلون .
كان
اليخت الملكي " المحروسة "
الذي أعد ليقل جلالة الملك عبد
العزيز فيزيارته
إلى مصر وقــد وصلإلى
جـدة في الساعة العاشرة من صباح
يوم السبت 5يناير
1946م يتقدمه " الطراد فاروق
" ، وتتبعه "الطوافة
فوزية ". وفيالساعة
الواحدة من ظهر يوم الاثنين 7
يناير 1946م ركب الضيف الكبير ومن
فيمعيته
اليخت الملكي الذي وصل إلى
ميناء السويس في العاشرة وخمس
وأربعيندقيقة
من صباح يومالخميس
/ 10 يناير 1946م. وصعد الملك فاروق
إلى ظهراليخت
الملكي " المحروسة "
لمقابلة العاهلالسعودي
والترحيب بجلالته .
الملك
فاروق والنقراشى باشا واحمد
باشا حسنين وكبار رجال الدولة
فى النتظار وصول الملك عبد
العزيز ال سعود
الملك
فاروق فى استقبال الملك عبد
العزيز ال سعود لدى وصوله
وامتطى
الملكان (القطار الخاص) الذي
جهـــز خصيصًا ليقل العاهلين
إلىالقاهرة
، وفي "محطة مصر"بالقاهرة
كان كبار رجال الدولة في
استقبالهما ، وتحرك الموكب
الملكي من محطة مصر إلى قصر
الزعفرانحيث
نزل الضيف الكبيروحاشيته
، وقد لقي الملك عبدالعزيز خلال
زيارته الرسمية التاريخية لمصر
التياستغرقت
اثني عشر يوماً حفاوة بالغة .
جاءت
الزيارة الرسميةالتاريخية
التي قام بها الملك عبد العزيز
آل سعود لمصر التي تمت في شهر
صفر
1365هـ
/ يناير 1946م بعد أن تخلص العالم
من الحرب العالمية الثانية ،
وكانتاستجابة
كريمة من الملكعبد
العزيز لدعوة مصر لزيارتها
ممثلة في ملكهافاروق
الذي وجه تلك الدعوة لجلالته
أثناء الزيارة التيقام
بها للمملكةالعربية
السعودية في صفر 1364هـ / يناير 1945م
، فكانت هذه الزيارة الكريمة
ردًا علىزيارة
الملك فاروق للمملكة .
وقالت
الصحف المصرية أنه من المصادفات
السعيدة أن يوم7 يناير 1946م الذي
غادر فيه جلالة الملك عبدالعزيز
جدةقادمًا
إلى مصر يوافق اليوم الذي أتم
فيه الملك عشرين عامًا على
مبايعته " ملكاًعلى
الحجازوسلطانًا
لنجد وتوابعها" ، في الخامس
والعشرين من جمادىالآخرة
1344هـ / العاشر من يناير.
لقد
سجلت الصحافة المصرية حيثيات
الزيارة الرسمية التاريخية
للملك عبد العزيز لمصر لكونها
حدثاًعظيماً
نجحتالسراي
الملكية والحكومة المصرية
والهيئات الرسمية والشعبية في
الإعداد له إعدادًاكبيرًاحتى
إنها كانت موضع إعجاب وتقدير
العاهل السعودي .
وقالتالصحف
عن استعداد مصر كلها لاستقبال
الملك عبد العزيز بأنه لا
يستطيع القلم مهما كان بليغاً
أنيصف
زينة مصر وابتهاجها واستعدادها
لاستقبال ضيفها العظيمصقر
الجزيرة ، لقد كتب أبلغ الكتاب ،
ووصفوا هذه الزينة ، فلم
يستطيعوا أن يبلغوا في وصفهم
شيئاً من عظمتها التي لم تشهد
مصر مثلها في تاريخها على الرغم
من استقبالها ملوكًا كثيرين .
كما
أوردت الصحافة المصرية أن الشعبالمصري
يحى عاهل الجزيرة والقطب العربي
الكبير ، وأن مصرتسجل
في تاريخهاالحديث
هذه الزيارة الكريمة بصفتها
أسعد حدث من أحداثها المهمة ،
وتعتز بضيفهاالعظيم
، وكتب عبد الرحمن عزام باشا في
مجلة المصور أن مصر حين تستقبل
الملكعبد
العزيز إنما تستقبلرجًلا
تمر الحقب ولا يرى الناس مثله .
وأشارإلى
أن هذه الزيارة ستترك بلا شك
أثرًا خالدًا في العلاقات
السعودية – المصرية – العربية
، وأنها تشكل مثالاً للعلاقات
التي تقوى وتنمو بين مصروملوك
العرب وأمرائهم ورؤسائهم في
سائر الأقطار .
وتجدر
الإشارة إلى أن مصر كلها قد
استعدت للقاء الملك عبد العزيز
في جميعالمدن
التي يمر بها الموكبطوال
مدة الزيارة ، فعلى المستوى
الحكومي طلبتوزارة
الخارجية في أول ديسمبر 1945م –
أي قبلالزيارة
بنحو شهر– فتح اعتمادإضافي
في ميزانيتها بمبلغ 20.000عشرين
ألف جنيه لنفقات هذه الزيارة ،ووافقتاللجنة
الملكية بمجلس النواب ، حيث تمت
الموافقة النهائية من وفورات
الميزانية ، ولقدجاء
فيتقرير
اللجنة ، أن هذه الزيارة جاءت
ردًا على زيارة ملك مصر ، الذي
استن سنة طيبة ، وافتتح عهدًا
جديدًالأخوة
بين الشعوب العربية بزيارتهللسعودية.
كذلك طلب الديوان الملكي المصري
نفقات اليخت الملكي "
المحروسة " الذي سيكون في
ركاب الملك الضيف، واعتمد مجلس
النواب لذلك عشرة آلاف جنيه.
اما
في الإسكندرية فقد وافق
القومسيون البلدي هناك على
اعتماد مبلغ عشرةآلاف
جنيه لمواجهة زيارةالضيف
السعودي للمدينة،
وقررت الحكومة المصريةإصدار
طابع بريد تذكاري لتخليد ذكرى
هذهالزيارة
التاريخية ، واعتمدت لذلكوزارة
المالية المصرية مبلغ عشرة آلاف
جنيه ، وصدرت التعليماتمن
رئيسالوزراء
المصري لكل وزارة لاتخاذ
التدابير اللازمـــة لتسهم كل
منها بنصيبها فياستقبال
الملكعبد
العزيز والحفاوة بـــه ، وأطلقت
وزارة الأشغالالمصرية
اسم الملك عبد العزيز على شارع
النيلبقسم
مصر القديمة بمدينةالقاهرة
.
طابع
تذكارى بمناسبة زيارة الملك عبد
العزيز ال سعود الى مصر سنة 1946
وقد
كونت لجان للاحتفال بالضيف
السعودي الكبير ، وروعي أقامةأقواس
النصر في طريق جلالة الملك عبدالعزيز
على الطراز العربي ، وقد تكلفكل
قوس من أقواس النصر قرابة ألف
جنيه ، وقررت لجنة الاحتفالاتالعامةبمدينة
القاهرة إقامة أربعة أقواس نصر
كبيرة ، أحدها في مدخل شارع
إبراهيم ، واثنانبميدان
إبراهيم باشا ، والرابع في دخل
يدان عابدين ، كما قررت فتح جميعمطاعم
الشعب مدة ثلاثة أيام لإطعام
عشرة آلافمواطن
.
وقد
جهزقصر
الزعفران لاستقبال الملك عبد
العزيز ، وزينت محطات السكك
الحديدية ، وجهزت الطرقالتييمر
فيها الموكب الملكي ، وأضيئت
المباني الحكومية ، واتخذت
إجراءات الأمناللازمة
، وتقرر اشتراك جنودالجيش
مع الشرطة في المحافظة على
النظام ، وأعدتالأماكن
التي سيزورها الملك عبد العزيز،
طبقاًلبرنامج
الزيارة الذي نشربالتفصيل
بالصحف اليومية.
وتألفت
بعثة الشرف برئاسة الأمير محمد
عبد المنعم ،على
حين رافق الملك فاروق ضيفه
الملك عبد العزيز طوال زيارته
لمصر .
وعلى
الرغم من أن قانونالنياشين
كان ينص على ألا تهدى لمن لم
يبلغ عمرهأقل
من 21 سنة ،غير أن الملك فاروق
زيادة في تكريمأنجال
الملك عبد العزيزرأى
أن يهدى جميع الأمراء السعوديين
المرافقين للملك عبد العزيز
الوشاح الأكبرمن
نيشان النيل .
ولم
يكن الاهتمام بهذه الزيارة
قاصرًا على شعب مصروحده
، ولكن أبدى الشعب السعودي
أيضًا اهتمامًابالغًا
بأنباء الزيارة ،وتمثل
ذلك في متابعة "الإذاعات
اللاسلكية" حتى لقد بيع جهاز
المذياع بخمسين جنيها ذهبيًا ،
وتخليدًا لهذه الزيارة
التاريخية بادر أفراد الشعب
السعودي لتخليدذكرى
زيارة الملك عبد العزيزلمصر
بالاكتتاب في إنشاء مستشفى
لتخليد هذهالذكرى
يسمى باسمه.
وبتتبعنا
لبرنامج الزيارة منذ وصول الملك
عبدالعزيزعلى
متن اليخت الملكي المصري "
المحروسة " الى ميناء السويس
في العاشرةوخمس
وأربعين دقيقة من صباح يوم
الخميس الموافق العاشر من يناير
1946م،
حيثكان
في استقبال جلالته الملك فاروق
وبعثه الشرف المرافقة ورجال
الحكومة المصريةوممثليالهيئات
الرسمية والشعبية ، والجماهير
الشعبية التي احتشدت لاستقبالالضيف
الكبير ومرافقيه ، وأدت شدةالزحام
إلى تعديل المرور في مختلفالشوارع
.
وشمل
برنامج الزيارة بوجه عام القصر
الملكي في عابدين ، ومقرالحكومة
والبرلمان المصري ، والجامع
الأزهر ، والجامعة العربية ،
وأسلحة الجيش ،والمؤسساتالعلمية
والصناعية ، والمستشفيات ،
وجامعة فؤاد الأول (القاهرةحاليًا)
، والمعالم الأثرية ، والقناطر
الخيرية ، والمتحف الزراعي ،
وإصلاحية الأحداث، كما زار
المحلة الكبرى ، وهي إحدى قلاع
الصناعة المصريةوأنشاص
ومدينة الإسكندرية التي أستعرض
بها الجيش المصري ، وغيرها من
الأماكنالمهمة
.
وإذا
كان يوم الخميس الموافق العاشر
من يناير 1946مهو
يوم وصول الملك عبد العزيز إلى
مصر بدءاً بميناء السويس ،
واتجه موكبهالميمون
إلى القاهرة يرافقه الملك فاروق
وبعثة الشرف وكبار المسؤولينعلىالمستويين
الرسمي والشعبي حيث وصل الموكب
الملكي إلى قصر الزعفران، فإن
اليومالثاني
منالبرنامج
الموافق يوم الجمعة الحادي عشر
من يناير 1946م قام فيهالملك
عبد العزيز يرافقه الملك فاروقبأداء
صلاة الجمعة في الجامع الأزهر ،
وألقى خطبة الجمعة فضيلة الشيخمصطفى
عبد الرازق شيخ الجامعالأزهر
، وكان موضوعها قـــول الله عز
وجل { يَا أَيُّهَا النَّاسُ
إِنَّا خَلَقْنَاكُمْمِنْ
ذَكَرٍ وَأُنثَى
وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً
وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُواإِنَّ
أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ
أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ
عَلِيمٌ خَبِيرٌ } الحجرات آيه :
13 ، وفي مساء اليوم نفسه حضر
الملك عبد العزيز الحفل الرسميالذي
أقامته وزارة الخارجية المصرية
على شرف جلالته ، وقد شهدها
مائتا مدعومن
كبار الشخصيات.
الملك
فاروق والملك عبد العزيز فى
زيارة الازهر الشريف ويظهر فى
الصورة النقراشى باشا
أما
في اليوم الثالث في برنامج
الزيارة التاريخيةالموافق
السبت الثاني
عشر من يناير 1946م فقد قامالملك
عبد العزيز بزيارةجامعة
فؤاد الأول (جامعة القاهرة
حاليًا) حيث رحب بجلالته محمود
فهمي النقراشي باشا وزير
المعارف بالنيابة ، وكذلك
الدكتور مصطفى مشرفة مدير
الجامعةبالنيابة
، مشيدًا بدور الملك عبدالعزيز
في الحفاظ على العروبة والإسلام
، وأن الجامعة ترد بعض ما عليها
عندما تعلم ناشئة المملكة
العربية.
وحضر
الملك عبد العزيز الحفل الذي
أقامته الجامعة على شرف جلالته
في قاعة الاحتفالات الكبرى بها ،
وكانت حافلة بكبار المدعوين من
جميع الهيئاتالرسمية
والشعبية ، كما كانت مدرجاتها
غاصةبجموع
الطلاب الذين بلغ عددهمثلاثة
آلاف طالب ، وجلس على المنصة
الوسطى أعضاء مجلس الجامعة .
وقد
أشارت الصحف إلى أن هذا اليوم
يعد يوماً خالدًا في تاريخ
الجامعة ، التي قدمت للملك عبد
العزيز جميع دواوين الشعر التي
نشرت في مصر، وجميع الكتب التي
نشرت منها عن التاريخ والآداب
والفلسفة الإسلامية مجلدة
تجليدًا فاخرًا.
وفي
هذا الحفل الجامعي الذي أقيم
على شرف جلالة الملك عبد العزيز
فقد ألقى محمود فهمي النقراشي
كلمة وزير المعارف المصري
بالنيابة عنه لوجوده في السودان
آنذاك قالفيها :
إن
هذا الاحتفال في الجامعة لدليل
على أن العرب في نهضتهم الحاضرة
،ودعوتهم
إلى التآخيوالتضافر
والعمل لسعادتهم ومجدهم إنما
يقيمون نهضتهمعلى
أسس ثابتة من التعليم والتهذيب
، وعلىقواعد
راسخة من العلوم والأخلاق .
كما
أوضح النقراشى باشا فى كلمته أن
هذه الزيارة الكريمة للعاهل
السعودي الكبير إنما جاءت فيأوانها
متجاوبة مع الأصداء فيجميع
الأنحاء بجامعة الدول العربية
الناشئةالفتية
التي تعلقت بها آمال العرب
جميعًا .
كذلك
أقيم مهرجانعربي
تضمنعروضاً
رياضية وغيرها ، كما قدم بعض
السودانيين رقصات شعبية أعقبها
إلقاء خطبترحيبية
، وإنشاد قصائد شعرية في هذه
المناسبة الكريمة .
وتجدرالإشارة
إلى أنه عند زيارة الملك عبد
العزيز للجامعة كان الطلبة
يشاركون الجماهير المرحبة
بالملكالضيف
سواء في الطريق إلى الجامعة حيث
اصطف الطلبة معجماهير
الأهالي على جانبي الطريق
هاتفينومصفقين
، ورحب الطلبة بالضيفالكبير
في قاعة الاحتفالات بالجامعة ،
وفي أستادها حيث قدم طلبةالمدارسوالجامعة
العروض الرياضية ، وكذلك طلبة
الشرطة الملكية والحربية
الملكية ، بل قد سافرإلىالقاهرة
بضع مئات من جامعة فاروق
بالإسكندرية للاشتراك مع
زملائهم فيتحية
جلالة الملك عبد العزيزواستقباله
، وانضم إليهم كثير من طلبة طنطاوغيرها
، فزاد مجموعهم عن الألف ، وقد
عادوا إلى بلادهم بعدأن
شاركوا فيالاحتفال
بمقدم الملك عبد العزيز.
وقد
أهدت أسرة الضاد بكلية اللغة
العربيةالملكالضيف
تحية شعرية تتضمن آيات الترحيب
والحب والولاء بمقدم جلالته.
على
حين اشتمل اليوم الرابع للزيارة
الموافق الأحد الثالث عشر من
يناير
1946م
زيارة الملك عبد العزيزلمشاهدة
عروض الخيل وسباقاتها في ميدانالسباق
.
وفي
اليوم الخامس للزيارة الموافق
الاثنين الرابععشر
من يناير
1946م
شهد الملك عبد العزيز عرضًا
عسكريًا للجيش الملكي أقيمت
ساحة خاصة له ، ويعدآنذاك
أعظم عرض من نوعه أقيم في مصر
الحديثة ، إذ بلغ عدد القوات
التياشتركت
في هذا العرض ستة وثلاثين
ألف جندي مزودين بأحدث أنواع
الأسلحة .
وقد
بلغ عدد مصوري الصحفوشركات
الأنباء والسينما الذين حضروا
العرض مائة مصور ، وهو أكبرعدد
منالمصورين
اجتمع في احتفال رسمي في مصر حتى
ذلك الحين .
كذلك
لم يتخلف عنالمشاركة
في استقبالات الملك عبد العزيز
النزلاء الأجانب في مصر على
اختلافجنسياتهم
، وبينهم ضباط الحلفاء وجنودهم، كما احتفلت بجلالته
السفارةالبريطانية
، حيث أقام "اللوردكيلرن"
السفير البريطاني مأدبة غداء في
اليومنفسه
للضيف السعودي الكبير ، كذلك
قام الملك عبدالعزيز
في اليوم نفسهبزيارة
منطقة أهرامات الجيزة .
أما
اليوم السادس لتلك الزيارة
التاريخيةللملك
عبد العزيز لمصر الموافق الخامس
عشر من يناير 1946مفقد
قام الملكعبد
العزيز بزيارة منطقة القناطر
الخيرية .
ثم
زار الملك عبد العزيز بعد ذلكالبرلمان
المصريحيث
رحب بجلالته الدكتور محمد حسين
هيكل باشا رئيس مجلسالشيوخ
الذي ألقى كلمة أشاد فيها بدورالملك
عبد العزيز في دعم جامعة الدولالعربية
، وقال :
"
إن زيارتكم المباركة لبلادنا
لفاتحة خيرتستبشر
بهاالأمم
العربية جميعًا ، كما أن هذه
الزيارة زادت روابط المودة
والمحبة بين مصروالمملكة
العربيةالسعودية
توثقاً ومتانة " .
كما
قام الملك عبدالعزيز
بزيارة مقر الأمانة العامة
لجامعة الدول العربية بالقاهرة
في اليوم السابعالموافقالسادس
عشر من يناير 1946م حيث ألقى عبد
الرحمن عزام باشا أمين الجامعة
كلمة قال فيها :
"
إنللملكين
الملك عبد العزيز والملك فاروق
الفضلالكبير
في إقامة الجامعة العربية " .
هذا
وقد أطلق اسم الملك عبد العزيز
آلسعود
على الشارع الذي يقع فيه قصر
المانسترلي – مقر الأمانة
العامةلجامعةالدول
العربية السابق .
ثم
صدر في مساء اليوم نفسه تصريح
ملكي مشترك للملكين عبدالعزيزوفاروق
أذاعته رئاسة مجلس الوزراء
المصري ، وألقاه محمود فهميالنقراشي
باشا رئيس الوزراء جاءفيه
:
"
إن من دواعي سرورنا العظيم أن
يكوناجتماعنا
في هذا المكان التاريخي في
الدار الجديدة لجامعةالدول
العربية ،تلك
الجامعة التي كان من حظنا وحظ
إخواننا ملوك العرب وأمرائهم
ورؤسائهم أن يضعواأساسها
وأن يرعوها ، فيقيموها على
دعائم من التعاون والتكافل لخير
العربوخير
البشر كافة ، ويستجيبوابذلك
لرغبات الشعوب العربية وأملها ،
نحن نرغبفي
أن تضرب جامعتنا دائمًا للناس
جميعًا المثل في تعاونصادق
بين جماعة منالدول
، متضافرة على
سلامتها
المشتركة ومتكافلة في صيانة
حريتها واستقلالها .
ونحن
واثقون أن جامعتنا ، وهي تؤدي
هذه الرسالة بين العرب ، لا تريد
علوًاواستكبارًا
على أمة أخرى ، بلنرى
أن من أسمى مقاصدنا ومقاصدها
التعاون معأمم
الأرض كلها على البر والحق
والعدل والسلم الدائم ، ونحن
كذلك نثق بأنجامعتنا
التي تربأ بنفسها عن كل تفكير في
العدوان على غيرها تحرص كل
الحرصعلى
أن تدافع عن الحق والعدل
والحرية .
ولم
يكن المجهود العظيم الذييبذله
ملوك العرب وأمراؤهم ورؤساؤهم
وحكوماتهم وشعوبهم لنصرة عربفلسطينإلا
تحقيقاً لمبادىء الحق والعدل،
ونحن نشارك المسلمين والعرب
جميعًا في إيمانهمبأن
فلسطينبلاد
عربية ، وأن من حق أهلها ، وحق
المسلمين والعرب معهم ، أن تبقى
عربية كما كانت دائمًا ، وإنَّا
لنقدركل
التقدير ما يرمي إليه ميثاقالجامعة
العربية من أن يكون لكل قطر عربي
حقه الواضح في تقرير مصيرهوالتمتع
بحريته الكاملة ، ويسعدنا أن
تسير الأقطار العربية بخطى
ثابتة نحوالوحدة
، وتضع من النظم مايزيد
في التقارب بينها وإحكام صلاتها
، ويؤدي إلىتبادل
المنافع والخيرات لتسعد جميع
طبقات الأمة العربية بعيش
أرغد، وتنعمبالثمرات
الكثيرة التي وهبها الله –
سبحانه – أرضهم وبلادهم ، ونحن
واثقون كل الثقةفى
ان الشعوب العربية التي تتمثل
آمالها في جامعة الدول العربية
لا تريد إلاالسلم
والحق والإخاء العام ، وأنهاستهتدي
بسيرة أسلافها لتحقق المثل
العلياالتي
يوجهها إليها تاريخ العرب
ونهضتهم العظيمة ودعوتهمللمساواة
العامةبين
الشعوب والطوائف والأفراد ،
فتتعاون جامعتنا مع المؤسسات
الدولية التي تقيمهاالأممالمتحدة
لتحقيق حرية البشر والعدل
والإخاء، فتكفل للحضارة
الإنسانيةسيرًا
موفقًا في ظلال سلم دائم " .
ويعد
هذا التصريح الملكيالمشترك
للملكين عبد العزيز وفاروق الذي
أذاعته رئاسة مجلس الوزراءالمصري
، وألقاه
محمود فهمي النقراشي باشا رئيس
الوزراء بمثابة تعبير واضح عن
أهداف جامعةالدولالعربية
، وأسلوبها في العمل ، وحرصها
على عروبة فلسطين ، وحرصها علىالتعاون
مع المؤسساتالتي
تقيمها الأمم المتحدة من أجل
رقي الحضارةالإنسانية
، وتحقيق السلام الدائم والشامل
.
أما
اليوم الثامن من الزيارةالتاريخية
التي قام بها الملك عبد العزيز
لمصر الموافق ليوم الخميس
السابععشر
من يناير 1946م فقد زار فيه الملك
عبد العزيز مصانع شركة مصر
للغزلوالنسيج
في المحلة الكبرىحيث
طاف بأقسام المصنع المختلفة ،
وأقامت إدارةالشركة
مأدبة غداء على شرف الملك عبد
العزيزومرافقيه
من كبار الشخصيات .
ثمقابل
الملك عبد العزيز بعد ذلك عقب
عودة جلالته من المحلة الكبرى
إلىالقاهرة
عددًا من الوفود ، أعقبها
مقابلة وفد من الجالية
اللبنانية جاءواللترحيب
بالعاهل السعودي الذيأعرب
لهم عما يكنه من العطف على لبنانواستقلاله
، وأسدى النصح إلى أهله
بالاتحاد والتضامن ، وعدمالالتفات
إلىعناصر
التفرقة ، كما تناول حديث الملك
عبدالعزيز مع وفد الجالية
اللبنانية فلسطينالعربيةحيث
أبدى اهتمامه بقضيتها .
وفي
اليوم التاسع من الزيارةالتاريخية
للملك عبد العزيز لمصر الموافق
يوم الجمعة الثامن عشر من يناير1946م
قام الملك عبد العزيز بزيارة
المزارع الملكية في أنشاص حيث
شاهدالحدائق
الملكية ومحطات الري،
وأقيمت
للملك مهرجانات عدة للترحيب
بجلالته .
أما
في اليوم العاشر من الزيارة
التاريخية للملك عبد العزيز
لمصر الموافقالسبت
التاسع عشر من يناير1946م
فقد قام الملك عبد العزيز
بزيارة مدينةالإسكندرية
التي استقبلته استقبالاً
حماسياً رائعاً علىالمستويين
الرسميوالشعبي
، ونزل في قصر رأس التين ، وقام
بزيارة منطقة الميناء وأقسامه
المختلفة ،واجتمع
مع الملك فاروق في قصر المنتزة ،
ومكث بالإسكندرية في اليوم
الحاديعشر
للزيارة الموافق الأحدالعشرين
من يناير 1946م ، وغادرها في صباح
اليومالثاني
عشر للزيارة الموافق الاثنين
الحاديوالعشرين
من يناير 1946م بعد أنتمت
بعض المقابلات المرحبة بالضيف
الكبير ، واختتمت الزيارة
بمأدبة غداءأقامها
الملك فاروق في قصر عابدين في
اليوم نفسه على شرف الملك عبد
العزيز .
وقد
التقى الملك عبد العزيز بعد ظهر
اليوم نفسه بقصر الزعفران نقيبالصحفيين
فكري أباظة ، وأعضاءمجلس
النقابة ، ولفيف من كبار
الصحفيينالمصريين
، والحقيقة أن الصحافة المصرية
على اختلافنزعاتها
الحزبية قد رحبتبالملك
عبد العزيز ، وبالزيارة الملكية
التاريخية في صفحاتها الأولى ،
وتتبعتأخبار
الزيارة وبرنامجها ،
والتصريحات الملكية وكلمات
الترحيب ، سواء بالكلمةأو
بالصورة ، إلى جانبالمقالات
العديدة عن العاهل السعودي
والمملكة العربيةالسعودية
.
وتجدر
الإشارة إلى أن الطلبة
السعوديين الموجودين بمصر
آنذاكقد
شاركوا في استقبال ملكهم خيراستقبال
، وقد اجتمع جلالة الملك عبد
العزيزبالطلاب
السعوديين الذين حضروا بين يدي
جلالته وزودهمبنصائحه
القيمة .
وفي
اليوم الأخير للزيارة
التاريخية للملك عبد العزيز
لمصر الموافقالثلاثاء
الثاني والعشرين من يناير1946م
غادر الملك عبد العزيز الأراضيالمصرية
قبل المغرب من ميناء السويس بعد
أن أمضى في ضيافةمصر
ملكًا وحكومةوشعبًا
اثني عشر يومًا،
وعقب إبحار اليخت الملكي "المحروسة"
بجلالة الملك عبدالعزيز
فقد وجه جلالته رسالة إلى الملك
فاروق جاء فيها :
"
لقد تجلت مصرالكريمة
المضيافة عظيمةبمليكها
وقادتها وشعبها ، عزيزة بنهضتها
، قويةبجيشها
وما جيش مصر إلا جيش العرب ، فقد
قمتم يا جلالةالأخ
بالفضل فكانتأيام
رضوى ثم أيام القاهرة
والإسكندرية ، وما كنتم ونحن
نقلب الرأي في شؤون العربجميعًا
لتنسوا البلاد العربية
السعودية وصلاتها بأختها
العزيزة مصر ، وماكنا
لننسى مصر الكريمة وصلاتها
بشقيقتها العربية السعودية ،
فكان من حظالبلدين
توثيق الروابط بينهما ، وتوحيد
جهودهما في سياستهماوإقامة
التعاونبينهما
على أثبت الدعائم. وإنه لمن سعد
الطالع لنا جميعًا أن الشعور
العربي المشتركبيننا
،هو
شعور عام اشتركنا فيه مع
إخواننا وإخوانكم ملوك العرب
وأمرائهمورؤسائهم
، كما اشترك معنا فيشعورنا
كل مسلم وكل عربي،
وما جامعة الدولالعربية
التي أسست دعائمها في عاصمة
ملككم بفضل الله ثمبفضل
جهود جلالتكموجهود
إخواننا ملوك العرب ورؤسائهم
وأمرائهم إلا أثرٌ لهذه الروح
التي تربط بينناوتؤلف
بين قلوبنا جميعًا .
كلانا
– والحمد لله – موقن بأن القوة
فيوحدة
الكلمة ، وأن الأخ درع لأخيه ،
فإن تآخينا من شأنه أن يوثقعرى
التآخيبين
شعبينا،
وما شك أحدنا في أن مصلحة
البلدين تقضى بوحدة اتجاههما
السياسي ووحدةالسبيل
الذي يسلكانه في منهاجهما
الدولي ، ذلك مبدؤنا ومبدأ
شعبنا يتوارثهالأبناء
، ويبقى – إن شاء الله –على
وجه الدهر بهذه الروح " .
ومن
خلال استعراضنا لحيثيات هذه
الزيارة الرسمية التاريخية
التي قام بها الملك عبدالعزيز
لمصر خلالالاثني
عشر يومًا التي شكلت عيدًا
متصلاًللمصريين
نتبين كيف اشترك الشعب المصري
بكامل طوائفه في استقبال ضيف
مصر ، والترحيب به إلى جانب
الملك فاروق والحكومة المصرية
والهيئات الرسمية والأزهرالشريف
والجامعة المصرية والأحزاب
السياسية على اختلاف توجهاتها ،
بل لقد شارك العمال والفلاحونوالموظفون
والأعيان والنواب الشيوخ ، بل
وكذلك النساء من شرفات منازلهن
في المدن والقرويات اللاتي كن
يزغردن على سطوح دورهن أثناء
زيارة العاهل السعودي لأنشاص
والمناطق الريفية .
كما
رحببجلالته
مشايخ العرب من عمد وأعيان
قبائل الجوازي ، والفوايد ،
والرماح ،والفرجان
، كما احتفلت بهعشائر
الحويطات وعرب الطحاوية .
كذلكرحبت
بالملك عبد العزيز كل القيادات
المصرية والزعامات المعروفة ،
فقد التقى جلالته مصطفىالنحاس
باشا ، وفؤاد سراج الدين باشا ،
ومكرم عبيد باشا ، وإسماعيلصدقي
باشا ، وعلي ماهر باشا ، وحسين
سري باشا ، وآخرون من مختلف
الاتجاهات السياسية في مصر
آنذاك ، كما كان الملك عبد
العزيزموضع
ترحيب كتاب مصرومفكريها
، على اختلاف نزعاتهم مثل عباس
محمود العقاد ، وفكري أباظة ،
وحافظمحمود
، وعبد الرحمن عزام ، وكريم ثابت
، ومحمد صبري أبو علم ،
وعبدالرحمن نصر ،وإبراهيم
عبد القادر المازني ، وأحمد حسن
الزيات ، ومحمد توفيق دياب ،
وكذلكالشعراء
مثل علي محمود طه ، ومحمد الأسمر
،ومحمد
توفيق خاكي ، ورشيد كرم ، ومطران
خليل مطران ، وأحمد الغزاوي ،
وفؤاد شاكر ، وحسين قطاني ،
ومحمود حسنإسماعيل
.
وإذا
كانت الصحافة المصرية قد رحبت
على اختلاف نزعاتهاالحزبية
بزيارة الملك عبد العزيز
التاريخيةلمصر
على نحو ما سبق أن أشرناإليه
إلا أننا نقتبس بعض ما أوردته في
مجال ترحيبها بالضيف الكريم ،
ففيمقال
للأهرام تحت عنوان " على
الطائر الميمون يا خير قادم "
تتحدث عن لقاء الملك عبدالعزيـــزبالملك
فاروق فتقول :
"
شيخ الملوك الحكم المجرب
المحتفظ بهمةالفتيان
، يلتقى اليوم بفتى الملوك
الهمام ،المزدان
بحكمة الشيوخ" .
كذلك
ترحب جريدة "الكتلة" لسان
حال الكتلة الوفدية ، في صفحتها
الأولىبالملك
عبد العزيز وتتحدث عنهفي
مملكته بين شعبه وقومه مرحبة به
فتقول :
"
عرفت فيه مصر الإخلاص للعروبة
وأهلها ، والسعي بالخيرلفلسطين
وعربها ،والغضبة
المصرية لكل ما يراد بالعرب من
سوء أو مكروه ".
كذلك
تحدثت "روز اليوسف" عن
مباهج القاهـرة بمناسبة زيارة
الملك عبد العـزيز لمصر بقولها :
"ومهما
تمادت القاهرة في كرمها ، فلن
تستطيع أن تعبر عن عواطفهالضيفها
العزيز " .
على
حيناستبشرت
صحيفة "السياسة" لسان حزب
الأحرارالدستوريين
بلقاء الملك عبد العزيز مع
الملك فاروق بأنه " لقاء
تشرئبإليه
الأرواح " ، منذ صلاح الدين
إلى يوم تعود للإمبراطورية
العربية أمجادهاالقديمة
مضاعفة مجددة " .
كما
تعددت مقالات جريدة " المصري"
لصبري أبوعلم وعبد الرحمن نصر
وغيرهم ، بل إن يوسف ياسين ،
السكرتير الخاص للملك عبدالعزيز
كتب بجريدة المصري عن جهود
الملكعبد
العزيز المثمرة في مملكته ،وتتبعت
الصحيفة زيارة الضيف الكبير
بالخبر والتعليق .
كذلك
أشادتجريدة
"المقطم"
بموقف الملك الضيف إزاء القضايا
العربية المختلفة ودعمه لجامعة
الدولالعربية
.
وبوجه
عام كانت زيارة الملك عبد
العزيز لمصر زيارة رسميةتاريخية
موفقة على المستويين الرسميوالشعبي
إلى أبعد الحدود ، نظرًاللاستقبالات
الرائعة التي لقيها جلالته في
كل مكان بأرض الكنانة سواء فيالقاهرة
أو الإسكندرية أو في عواصم
المديريات التي مر عليها ركبه
الملكي ،وكذلك
بدت بوضوح إسهاماتمؤسسات
الدولة ووزاراتها في هذه
الحفاوة البالغةفضلاً
عن حفاوة الملك فاروق التي
امتدت إلى الأمراء والبعثة
المرافقة للضيفالكبير
فمنحهم النياشين والأوسمة
والأنواط تعبيرًا مخلصًا عن تلك
الحفاوة .
ومما
يؤكد حرص الملك فاروق وسعادته
بترحيب الشعب المصري بالملك عبد
العزيزالذي
لم يسبق له مثيلتقديمه
الشكر للشعب المصري لحفاوته
بالعاهلالسعودي
.
وقد
وجه الملك عبد العزيز شكره لمصر
في الرسالة التي وجههاللشعب
السعودي لما لقيه من حفاوة
وتكريمعلى
أرض الكنانة من الملك فاروقوالحكومة
المصرية والشعب المصري قاطبة ،
إذ قال جلالته :
إن
في "كل
شبرمشيت
فيه من أرض الكنانة من الحفاوة
والإكرام ، ما لا يحيط به الوصف
، ولا يفي بحقهوافرالشكر،
فقد كانت قلوبهم تتكلم قبل
ألسنتهم بما تكنه لي ولبلادكم
من حب"
.
بل
وفي كل مناسبة كان الملك عبد
العزيز يشيد بما لقيه في مصر منحفاوة
وتكريم ، كذلك أشار الملك عبدالعزيز
– عقب مقابلته لوفد رابطةالحجاج
الجامعيين – إلى أن ما قابله في
مصر أمر فوق الطاقة ، وأنه "
لايستطيع
أحد أن يصل إلى ما في السماء ،
غير أن إخواننا المصريين
الأعزاء عملوالإكرامي
كلشيء
ممكن فوق الأرض ".
وقد
ذكر الملك عبد العزيز وهو فيطريق
عودته للسويس أنه لم يكن فيكل
ما رآه ، وسمعه ولمسه ، من قريب
أو بعيدشيء
ما من التكلف " .
لقد
أبدى الملك عبد العزيز تقديره
للحفاوةالشعبية
العظيمة التي لقيها من قبل
الشعب المصري كله بأنهيخيل
إليه كمايقول
" أن سبعة عشر مليونًا خرجوًا
لتحيتي" ، وهو تعداد الشعب
المصري آنذاك " .
كما
عبر الملك عبد العزيز عن
الحفاوة البالغة التي لقيها
أثناء زيارته لمصر من مليكها
وحكومتها وشعبهابقوله
:
"
ليس البيان بمسعف في وصف مالاقيته
، ولكن اعتزازي أني كنت أشعر بأن
جيش مصر العربي هوجيشكم
، وجيشكم هوجيش
مصر ، وحضارة مصر هي حضارتكم ،
وحضارتكم هي حضارة مصــر،
والجيشـانوالحضارتان
جند للعرب" .
كان
ذلك عرضًا تحليليًا لحيثياتالزيارة
الرسمية التاريخية التي قام بها
الملك عبد العزيز لمصر في شهرصفر
1365 هـ
/ يناير 1946م ، وكانت تشكل
الزيارة الرسمية الفريدة التي
قام بها جلالتهخارج
بلاده ،وكان
هو أول ملك من ملوك العرب يزور
مصر في تاريخها المعاصر ، ولهذا
فمن الطبعي أن يكون لهذهالزيارة
التاريخية أصداء بعيدة المدى
علىالمستويات
الثنائية والعربية والدولية
آنذاك .
زيارة
الملك عبد العزيز ال سعود الى
مصر فى صور
الملك
فاروق والملك عبد العزيز ال
سعود 1946
أغنيةمحمد عبد الوهاب
يا رفيع التاج
للشاعر
صالح جودت ، وكان محمد عبد
الوهاب قد غناها إثر عودة الملك
سعود من زيارةكان قد قام بها
إلى مصر
وهى
تعتبر اول اغنية تبثها اذاعة
المملكة العربية السعودية ، بعد
ان كانت رامجها تقتصر تقريبا
على اذاعة سور قرآنية