وزارة
احمد نجيب الهلالى باشا ( الاولى )
اول
مارس – 2 يوليو 1952
|
-
ولد
1891 بأسيوط واتم مرحلة التعليم
الثانوى ثم دراسته القانونية
بالقاهرة 1912 .
-
تقلب
بين وظائف النيابة العامة وعمل
بالتدريس بمدرسة الحقوق 1923 .
-
انضم
للوفد وتقلد وزارة المعارف فى
عامى 1937 و 1946 .
-
تولى
رياسة الوزارة لأول مرة خلفا
لعلى ماهر فى اول مارس 1952 ،
واستقال فى 29 يونيه .
-
فى
22 يوليه 1952 شكل وزارته الاخيرة
التى عاشت يوما واحدا بسبب قيام
الثورة .
كان
الهلالى باشا احد اعداء القصر
الالداء منذ سنة 1942 ، وفى عام 1950 رفض
الاشتراك فى وزارة النحاس الاخيرة
بحجة انه اتخذ قرارا بعدم الدخول
الى قصر الملك او حلف يمين الاخلاص
له .
وتراءى
لرجال الديوان الملكى ان الصلابة
المعروفة عن الرجل بالاضافة الى
ماضيه النظيف يمكن ان يقدما صورة
رئيس الوزراء القادر على انقاذ
البلاد مما هى فيه ، وقد كان
الهلالى باشا هو المرشح لرئاسة
الوزارة عقب استقالة النحاس بعد
حريق القاهرة ، وقد عرضت عليه فعلا
الا انه اعتذر واشار بأختيار على
ماهر .
وجاء
فى جواب الهلالى باشا على تكليف
الملك له بتشكيل الوزارة ، ان
الفساد والرشوة والمحسوبية
والحاباه قد انتشرت فى كل مكان وانه
ينوى السير فى طريق تخليص البلاد من
كل هذه المساوىء .
وفى
بداية حكمة اصدر مجلس الوزراء عدة
قرارات بتأليف لجان قضائيه تتولى
التحقيق فى الجرائم والمخالفات
الادارية التى وقعت او تقع فى
الوزارات والمصالح والهيئات التى
تشرف عليها الحكومة ، وقد باشرت هذه
اللجان تحقيقاتها وكانت هذه
التحقيقات اساسا لبعض حالات
التطهير التى تمت فى عهد الثورة بعد
ذلك .
ويبدو
ان الفساد كان قد خيم بظلاله وأرسى
قواعده الراسخه فى كل مكان ، الامر
الذى فشلت معه كل الجهود التى بذلها
الهلالى على طريق التطهير ، ذلك انه
بعد ان تألفت لجان التطهير كما
اسلفنا ، اذ بأوراق خطيرة تختفى من
الملفات الحكومية ، واذا بالموظفين
العالمين بالخبايا والاسرار
يراوغون ويحاورون ، وشكا رئيس
الوزراء وشكا رؤساء لجان التطهير ،
وكان واضحا ان الوزارة قد اختارت
طريقا مسدودا .
وتحدث
الناس عن صففة ماليه دفعها عبود
باشا للتخلص من وزارة الهلالى .
وكانت
الوزارة قد استصدرت فى بداية عهدها
مرسوما بتأجيل البرلمان لمدة شهر
ينتهى فى 2 ابريل 1952 ، وبادر الوفد
بأصدار قرار بعدم تأييد الحكومة
وعدم الثقة بها داخل البرلمان
وخارجه وطالبه بألغاء الاحكام
العرفية .
ومما
يذكر ان وزارة الوفد هى التى اعلنت
الاحكام العرفية فى 26 يناير 1952 ،
فالاحكام العرفية تكون مقبولة اذا
كانت وزارة الوفد فى الحكم ولاتكون
مقبولة اذا تولت الحكم وزارة اخرى .
وفى
24 مارس استصدرت الوزارة مرسوما بحل
مجلس النواب وتحديد يوم 18 مايو
لأجراء الانتخابات للمجلس الجديد
على ان يجتمع يوم 31 مايو 1952 .
وتبين
ان موقف الوزارة من حل المجلس سواء
قبل صدور مرسوم الحل او بعده ، انها
لم تكن لها سياسة مرسومة فى معالجة
الموقف السياسى عامة ولا فى مواجهة
احداث هذا الموقف ، ومن ثم ظهر
الارتجال فى مسلك الوزارة ، مما ادى
الى اضعاف وزلزلة مركزها وصار
شأنها شأن الوزارات الادارية التى
كانت بمثابة قنطرة لكل غالب .
وانتهى
الامر الى تأجيل الانتخابات لأجل
غير مسمى وصدر مرسوم بذلك ، نص على
وقف اجراءات الترشيح وسائر عمليات
الانتخاب ، وزاد من ضعف الوزارة ان
الهلالى كان يضفى على فاروق فى
مختلف المناسبات من عبارات التعظيم
والاكبار مازاده تعاليا وطغيانا .
ومع
كل هذه الاحداث وماصاحبها من
تطورات على الساحه الداخلية تقدم
الهلالى باشا الى الملك بأستقالته
فى 28 يونيه 1952 ، ولم يبد سببا ظاهريا
لهذه الاستقالة ، الا ان ملابساتها
دلت على انه شعر برغبة الملك فى
تغيير الوزارة حيث كان الملك يكثر
من طلباته وتدخله فى شئون الحكومة
ويضع العقبات امامها ، كما كان
لحاشية الملك دخل فى خلق العقبات اذ
كان فريق منهم يخشى ان تمسهم حركة
التطهير اذا اتسعت دائرتها ،
فأدخلوا فى روع الملك ان هذه الحركه
قد تمتد الى ذاته المصونة .
|