وزارة
حسين سرى باشا ( الخامسة )
2
– 22 يوليو 1952
|
كان
فاروق لايطيق ان يرى وزارة تبقى مدة
طويلة فى الحكم ، بل كان يميل الى
التغيير والتبديل دون مبرر ، بل
لمجرد استمتاعه بالعبث بالوزراء
والوزارات .
ومن
مظاهر هذا العبث انه كلف فى وقت
واحد بعد استقالة وزارة الهلالى
اثنين لتأليف الوزارة الجديده ،
وهما بهى الدين بركات وحسين سرى ،
واخذ كل منهما يجرى مشاوراته دون ان
يعلم احدهما او كلاهما ان الاخر
مكلف بتشكيل الوزارة ، وهذه اول مرة
فى تاريخ مصر بل فى تاريخ العالم
كله يكلف فيها اثنان معا بأن يولف
كل منهما الوزارة ، وهو مظهر سافر
لعدم الاستقرار بل لأنهيار نظام
الحكم .
واخيرا
وقع اختيار الملك على حسين سرى باشا
لتأليف الوزارة ، وقد شغل كريم ثابت
مستشار الملك الصحفى وصاحب الحظوة
لديه منصبا فى هذه الوزارة ، وكان
ذلك من علامات انحدار المنصب
الوزارى ، ارضاء رفيق سهراته
ومجونه ، وكان الملك قد طلب من
رؤساء الوزارات السابقين ادخاله فى
وزارتهم ولكنهم رفضوا جميعا لما
كان يحيط بأسمه وشخصيته لدى
الجماهير من مشاعر غير كريمة .
لم
تعمر وزارة حسين سرى باشا اكثر من 20
يوما تفجرت خلالها ازمة الجيش بحل
مجلس ادارة نادى الضباط الذى كان قد
تم انتخابه برئاسة اللواء محمد
نجيب تحديا لأرادة القصر ، وكان هذا
التصرف بمثابة اشارة البدء لثورة 23
يوليو 1952 .
وقد
عاشت الوزارة اغلب ايامها تواجه
هذه المشكلة ، فينما يحاول رئيس
الوزراء ووزير داخليته محمد هاشم
باشا تهدئه حدة المشكلة ، كانت
تصرفات القصر ورجال الديوان الملكى
وحيدر باشا القائد العام للجيش
تزيد من اسباب حدتها وتتصاعد
بأحداثها .
وارسل
الملك مذكرة الى رئيس الوزراء
تتضمن انذارا لحيدر باشا بأنه
يعتبر مفصولا من منصبه اذا لم يعمل
خلال 5 ايام على حل مجلس ادارة نادى
الضباط ونقل اعضائه ، وسارع حيدر
باشا لتنفيذ الامر الذى اثار
الضباط وادى الى تقديم محمد نجيب
لأستقالته ، وحاول سرى باشا انقاذ
الموقف بأن طلب من الملك تعيين
اللواء محمد نجيب وزيرا للحربية ،
ورفض القصر طلب رئيس الوزراء مما
دعاه الى تقديم استقالته فى 20 يوليو
1952 ، وبالرغم من محاولات الملك
وحاشيته اثناء سرى باشا عن الاستقالة
الا انه صمم عليها .
|