ادت بوادر حركة الجيش من ناحية واستقالة وزارة حسين سرى باشا من ناحية اخرى الى الوصول بالقصر الى طريق شبه مسدود ، ولم يجد الملك منه فرجا سوى استدعاء الهلالى باشا لسمعته الطيبة ليكلفة بتشكيل الوزارة الجديدة .

وكان للهلالى شروطه فى قبول تشكيلة الوزارة منها اخراج كريم ثابت من الاذاعة ، وكان مسيطرا عليها لحساب القصر ، وان يختار الهلالى وزرائه كما يشاء دون التدخل ، وان يتم ابعاد العناصر الفاسدة من رجال الحاشية ، وان تلغى الاحكام العرفية على ان تقرر الوزارة الجديدة موعد الانتخابات بدون تدخل القصر .

ولم يكن امام الملك سوى قبول هذه الشروط التى تألفت بمقتضاها الوزارة ولم تدم اكثر من 18 ساعة .

ولعل اغرب مافى تشكيل هذه الوزارة تعيين اسماعيل شيرين بك وزيرا للحربية والبحرية ، مما مثل اكبر تحد وامتهان لكرامة ضباط الجيش ، فهو شاب لم يدخل الكلية الحربية يوما واحدا ولم يتخرج منها ، بل جعله الملك ضابطا لمجرد مصاهرته ورقاه الى رتبة قائمقام ، وكان عجبا ان يقبل الهلالى باشا هذا الوضع .