مرحبا
بعودة الملك احمد فؤاد الى مصر
مواطنا مصريا وملكا سابقا
|
الملك
احمد فؤاد الثانى
|
عمرو ابو
سيف
29
- 4 - 2011
منذ
فترة طويلة كانت هناك بعض
الاصوات المهتمه بشأن
العائلة
المالكة المصرية ، والتاريخ
الملكى المصرى ، تهمس فى الخفاء
برغبتها فى عودة الملك احمد
فؤاد الثانى الى مصر وان يعيش
فيها كأبن من ابنائها ، وذلك بعد
ان قضى طوال عمره فى الخارج ،
منذ خروجه من مصر وقد كان عمره
وقتها سته اشهر .
والملك
احمد فؤاد الثانى هو ابن الملك
فاروق الاول ملك مصر السابق ،
وقد تنازل له الملك فاروق عن عرش
مصر ، وذلك عقب انقلاب يوليو 1952،
وقد كان عمره انذاك سته اشهر فقط
، الا ان اعضاء مجلس قيادة
الثورة بعد ذلك قاموا بخلع
الملك احمد فؤاد ، واسقطوا حكم
اسرة محمد على نهائيا ، وتم
تحويل نظام الحكم فى مصر من
النظام الملكى الى النظام
الجمهورى .
وقد
ازدادت تلك الاصوات بعد ان وقع
الطلاق بين الملك السابق وزوجته
دومينينك
فرانس بيكار
فى
18 اغسطس 2008 ، اضافة الى وفاة
شقيقته الكبرى الاميرة فريال فى
شهر ديسمبر من عام 2009 ، والتى
كانت بمثابة الام بالنسبة له .
وقد
كان الملك السابق يعيش فى فرنسا
هو وزوجته ، ولكن بعد طلاقه من
زوجته واستيلائها على منزله
وممتلكاته انتقل الى الاقامه فى
سويسرا ليعيش مع شقيقته الكبرى
الاميرة فريال ، الا ان القدر
وكأنما يأبى ان يعيش الملك
السابق مستقرا هانىء البال ،
فقد توفيت شقيقته الاميرة فريال
فى نهايه شهر ديسمبر من عام 2009
بعض صراع مع مرض سرطان المعده .
ومنذ
ذلك الوقت والملك السابق يعيش
بمفرده فى سويسرا فى شقة
متواضعه ، يعيش مع ذكريات
الماضى والام الحاضر وغموض
المستقبل .
وقد
قام الملك السابق بزيارة الى
مصر فى شهر ابريل من عام 2010 ، حيث
قضى فى ربوع مصر اسبوعين متنقلا
مابين القاهره والاسكندرية
والاقصر ، وتعتبر هذه الزياره
اول زيارة خاصه للملك احمد فؤاد
الثانى الى مصر ، حيث ان كل
زياراته السابقه كانت لأسباب
حزينة ، حيث
شملت آخر 3 زيارات له للقاهرة
قيامه بتشييع
ودفن شقيقاته الثلاث فادية
وفوزية وفريال ، التى توفيت فى
شهر ديسمبر من عام 2009 .
وقد
اقترب الملك احمد فؤاد الثانى
خلال تلك الزيارة من الشعب
المصرى ، والتقى بهم فى العديد
من المواقع والاماكن ، وقد لاقى
ترحيبا كبيرا من كل ممن تعرف
عليه .
وقد
سبق واعلن الملك السابق عن
رغبته الحقيقيه فى العودة الى
مصر ، ليعيش بين ابنائها كمواطن
مصرى ، ودون القيام بأى نشاط
سياسى .
وبعد
قيام ثورة يناير وسقوط النظام
السابق ، اتصور ان تلك الرغبه
ربما قد تجد سبيلها الى التحقيق
، خاصه وان الظروف الخاصه
بالملك السابق فى الخارج قد
تدفعه بالفعل الى العوده الى
مصر والحياه فيها .
وقد
انتشرت على الموقع الاجتماعى
الفيس بوك العديد من المجموعات
التى تدعو الى عودة الملك
السابق الى مصر ، وهذا اراه امرا
طبيعيا ، ولكن الشىء الذى
اعتبره غير طبيعى والذى ربما قد
يعترض عليه الملك السابق نفسه ،
هو الدعوة الى عودته ليكون ملكا
على مصر !!!!!!!!! .
وقد
تلقيت بصفتى مؤسس موقع الملك
فاروق ، العديد من الدعوات
للانضمام الى تلك المجموعات
التى تدعو الملك السابق الى
العوده الى حكم مصر ، ولكننى
حقيقة لم اقم بالاشتراك فى اى
منها ، اقتناعا منى بأن هذا
الكلام هراء لافائدة منه .
وبمتابعتى
المستمره لمثل تلك المجموعات
وجدت ان الغالبيه تدعو الملك
الى العودة الى حكم مصر من منطلق
انه هو الملك الشرعى لمصر بعد ان
تنازل له والده الملك فاروق عن
العرش بعد قيام انقلاب يوليو 1952
، بل وقد رأيت البعض يقولها بشكل
واضح ومباشر ( الملك احمد فؤاد
هو احق شخص بحكم مصر ) .
ويبرر
البعض ممن يدعون الى عودة الملك
احمد فؤاد الى حكم مصر ،
بأن مصر خلال فترة الحكم
الملكى كانت تعيش ازهى عصورها ،
وان مصر كانت فى طليعة الدول
العربيه انذاك ، معددين مزايا
الحكم الملكى ومزايا العائله
المالكة المصرية
.
وقد
طرحت هذا الموضوع للمناقشة من
خلال الجروب الخاص بموقع الملك
فاروق على الموقع الاجتماعى
الفيس بوك ، وقد قام العديد من
اعضاء الجروب بالتعليق على
الموضوع ، موضحين اسباب رفض او
قبول الفكره ، وذلك من خلال
ارائهم والتى سأورد بعضها :
-
هناك
من يدعو الى عودة الملك احمد
فؤاد كملكا على مصر والسودان
!!!!!! ، ( اذ ربما ان صاحب هذا
الرأى لم يدرك ان السودان
نفسه قد تم تقسيمه الى شمال
وجنوب ) ، وهذا حقيقة يعتبر من
اغرب التعليقات التى لفتت
نظرى ، والتى تؤكد ان بعض ممن
ينادى بهذا الامر يكون الدافع
لديهم عاطفى فقط لاغير ، بدون
اى وعى سياسى او ثقافى .
-
هناك
ايضا من يطالبون بعودة الملك
احمد فؤاد كملك على مصر لان
مصر ايام حكم الملك فاروق
كانت اجمل وانظف وارقى ..... الخ
الخ الخ ، وهم غير مدركين ان
الواقع السياسى بالكامل قد
تغير ، وان الملك احمد فؤاد
ليس هو الملك فاروق ، وان
الشعب المصرى سنة 2011 ليس هو
الشعب المصرى فى ثلاثينيات
واربعينيات وخمسينيات القرن
الماضى ، وان الحكومات
القادمة والتى سيتم تشكيلها
فى مصر فى المستقبل لن يكون من
بينها النحاس او مكرم عبيد ،
او النقراشى .
-
هناك
ايضا من يطالب بعودة الملك
احمد فؤاد لحكم مصر على اساس
انه حفيد محمد على باشا بانى
مصر الحديثه ، وان والده
الملك فاروق قد ظلم ، وان
الوقت قد حان لكى يسترد حقوقه
.
-
والبعض
ينادى بعودة احمد فؤاد الى
حكم مصر على اساس ان الحكم
الجمهورى اثبت فشله على مدار
السنوات الطويلة ، وانه يجب
العوده الى الحكم الملكى لأنه
هو الافضل .
-
وهناك
ايضا من يرى ان الملك فاروق
والعائله الملكية المصرية قد
تعرضوا لظلم كثير ، وانه قد ان
الاوان لأن يعوضوا عما وقع
عليهم من ظلم كبير خلال عقود
طويلة ، ويروا ان افضل طريقة
لترضيتهم هو اعادتهم لحكم مصر
.
وعلى
الجانب الاخر ، كان هناك العديد
ممن كان رأيهم ان يعود الملك
السابق الى مصر على اساس انه
مواطن مصرى له الحق فى العوده
الى مصر وان يعيش ويحيا فيها
كمواطن مصرى وكملك سابق ، مع
رفضهم فكرة ان يعود كحاكم لمصر ،
( وقد كان هذا هو رأى الغالبيه ) ،
معللين ذلك بأنتهاء الحكم
الملكى ، وانه اصبح جزء من تاريخ
مصر ، او ان الظروف فى مصر
لاتسمح الان بعودة نظام الحكم
الملكى ، وارى ان اصحاب تلك
الاراء قد تعاملوا مع الموضوع
بالمنطق الواعى والمدرك للواقع
السياسى الحالى فى مصر .
وقد
اعجبت بتعليق يقول صاحبه ( ان
الملك احمد فؤاد يمكنه المجىء
الى مصر ويعيش فيها ، ويقدم
التهنئه للرئيس الجديد لمصر ) ،
فقد اعجبنى كثيرا هذا التعليق .
وانا
اقدر العاطفه التى يتعامل بها
المطالبون بعودة الملك احمد
فؤاد لحكم مصر ، ولكن فى نفس
الوقت ارى ان الكلام فى هذا
الموضوع لاطائل من ورائه ولا
فائدة منه ، ويرجع ذلك الى اسباب
عديده ، منها ماهو خاص بالملك
احمد فؤاد نفسه ، ومنها ماهو
سياسى تفرضه الظروف السياسيه
التى تعيشها مصر حاليا .
-
فالملك
السابق لم يعش فى مصر ، بل
غادرها وهو طفل رضيع لم
يتجاوز عمره الستة اشهر ،
وعاش طوال حياته التى قاربت
من الستون فى الخارج منذ
خروجه مع والده وشقيقاته
الاميرات بعد انقلاب يوليو 1952
وحتى الان ، فالملك السابق تلقى
تعليمه الابتدائى فى مدرسة
عامة بالقرب من مقر اقامتهم
فى سويسرا ، وحصل بعد ذلك على
البكالوريا الفرنسية من
مؤسسة روزى الشهيرة فى رول
وجوستاد بسويسرا ، ليلحقها
بشهادة جامعية فى العلوم
السياسية والاقتصاد من جامعة
جينيف ، اى انه تلقى كافة
مراحل تعليمه المختلفه فى
الخارج ، كما انه نشأ وتربى
متشبعا بالثقافة الغربية .
-
تزوج
الملك السابق من دومينينك
فرانس بيكار وهى فرنسية
يهودية اعتنقت الاسلام قبل
الزواج وغيرت اسمها بعد ذلك
الى فضيلة ، ثم انتقل الزوجان
الى العاصمة الفرنسية التى
عاشوا بها 20 عاما حيث عمل احمد
فؤاد خلالها مستشارا ماليا
واقتصاديا لشركات فرنسية
واجنبية .
-
انجب
الزوجان خلال تلك الزيجة
ابنائهم الثلاثه وهم محمد على
الذى ولد فى القاهره عام 1979 ،
وفوزية لطيفة التى ولدت فى
ولاية موناكو عام 1982 ، وفخر
الدين الذى ولد فى الرباط عام
1987 ، وقد عاش جميع ابنائه خارج
مصر ، وتلقوا تعليمهم بجميع
مراحله فى مدارس فى الخارج ،
اى ان الملك السابق تزوج من
سيده كانت تدين بالديانه
اليهوديه ، وانجب منها ثلاثة
ابناء تنص الديانة اليهوديه
لوالدتهم على ان الابناء
يتبعون ديانة الام ، وقد
عاشوا جميعا حياتهم بالخارج ،
بالاضافه الى تأثرهم بلا شك
بالثقافة الغربية .
-
الملك
السابق يتحدث العربيه بصعوبه
مع اجادته اللغه الفرنسية .
-
الملك
احمد فؤاد الثانى يعتبر شخص
لايعرفه الغالبيه العظمى من
شعب مصر ، وهو ايضا لايعرف
الغالبيه العظمى من شعب مصر ،
بمعنى انه لايعرف طبيعته ،
ولا طبيعة مشاكله ، ولا
عشوائياته .
-
الملك
السابق وكما هو معروف عنه رجل
دمث الخلق ، مهذب ، طيب القلب
، ولكن ليس لديه ايه خبره
سابقه بالعمل السياسى ، او
بالشأن المصرى الداخلى ، وهذا
ليس عيبا شخصيا فيه ، ولكنها
هى الظروف التى جعلته يعيش
طوال عمره خارج بلاده ،
لايعرف عنها شيئا الا
مايطالعه فى الصحف التى تصل
اليه .
اما
فيما يتعلق بالظروف الحاليه
والواقع السياسى الذى تعيشه مصر
فهناك العديد من الاسباب التى
تجعل من تحقيق هذا الامر ضربا من
الخيال .
-
فالنظام
السياسى فى مصر قد استقر ومنذ
مايقارب الستون عاما على
النظام الجمهورى ، واصبحت
فترة الحكم الملكى المصرى
مجرد جزء فقط من تاريخ مصر
الحديث .
-
الشعب
المصرى عندما قام بثورة يناير
كان هدفه الاساسى هو القضاء
على فكره التوريث اضافة الى
مطالب الثورة
الاخرى .
-
هناك
العديد من فئات المجتمع
المصرى ترفض فكرة عودة
الملكية الى مصر نتيجة
التشويه المتعمد الذى تعرض له
الملك فاروق وفترة حكمة ،
وذلك بسبب الاعلام المصرى
الذى تعمد ذلك بعد انقلاب
يوليو 1952 .
-
هناك
فى المجتمع المصرى من يرى ان
الملكية هى عودة لحكم الفرد
وعوده لنظام التوريث ، كما
يرى البعض ان الحكم الملكى هو
حكم فاسد ، له عيوبه واخطائه
وسلبياته .
-
وجود
رغبه حقيقية لدى الغالبيه
العظمى من الشعب المصرى وخاصه
بعد ثورة يناير ، فى ان يعيش
حياة ديمقراطيه حقيقية بدأ من
الانتخابات البرلمانيه
والرئاسيه ، بل وهناك اصوات
تنادى بأختيار المحافظين
وعمداء الكليات ورؤساء
الجامعات والعمد بالانتخاب ،
بمعنى ان الشعب ولأول مره
يريد ان يختار من يحكمه بنفسه
، مثلما يحدث فى الدول
الديمقراطيه الكبرى .
-
هناك
ايضا الواقع السياسى الذى
يفرض نفسه حاليا ، فالساحه
السياسيه المصريه مليئه الان
بمختلف التيارات السياسية
المختلفه ، مابين احزاب
ليبرالية ، واحزاب دينيه ،
وسلفيون ، وجماعات اسلاميه ،
وغيرهم ، والكل يسعى لفرض
نفسه فى الواقع السياسى
الجديد ، ولا اعتقد ان ايا من
تلك القوى ستقبل أن تتنازل عن
طموحاتها وامالها وخاصه ان
معظم تلك القوى قد عانت
معاناه شديده من النظام
السابق فى سبيل ارائها
ومعتقداتها السياسيه ، بل ان
هناك من سجن وقتل منهم اثناء
تلك المسيره الطويلة .
فأنا
شخصيا
ارى ان الشعب المصرى ظل على
مدار عقود طويلة يعانى من حالة
حرمان سياسى كبيره ، وقد حانت له
الان الفرصه لكى يستطيع ان
يمارس هذا الدور الذى ظل محروما
منه ، وان الحكم الملكى المصرى
انتهى بالفعل من مصر بعد انقلاب
يوليو 1952 ، وان الحكم الملكى على
الرغم من اهتمامى الشخصى به
الا انى ارى انه ايضا كان له
سلبياته ، مثله مثل اى نظام حكم
اخر ، له سلبياته وايجابياته ،
كما انى ارى ان حكام الاسرة
العلوية ليسوا جميعا هم محمد
على باشا ، ففيهم من كان حاكما
جيدا قدم لمصر الكثير ، وفيهم من
تسبب فى اغراق مصر بالديون ،
وفيها من اتى بالمحتل الانجليزى
الى اراضيها .
لذلك
انا ارى انه فى حالة رغبة الملك
احمد فؤاد الثانى بالعودة الى
مصر ، وهذا حق لاينكره عليه احد
، فأنى ارى انه لن يعود كملكا
على مصر بأى حال من الاحوال ،
لكنه سيعود كمواطن مصرى ، وكملك
سابق ، وكرمز كبير لتاريخ عظيم
بناه اجداده السابقين ، واتصور
ان الملك السابق سيلقى فى مصر كل
موده وحب واحترام من الشعب
المصرى ، الذى سيتعامل معه من
هذا المنطلق التاريخى
والانسانى .
|